للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العرب بها.

وحبس فيما بعد، محمد بن هارون الوراق الملحد، ومات في السجن، وطلب ابن الراوندي الملحد لسجنه ففر.

وسجن المقتدر رجالا كثار من الدعاة إلى القرامطة والذاهبين مذهبهم، وسجن جماعة من الرافضة، كانوا يجتمعون في مسجد لسب الصحابة والخروج عن الطاعة.

(هـ) مخالفة رأي الخليفة، ادعاء النبوة

وكان مخالف رأي الخليفة أو الوزير معرضاً للسجن. وقد سجن ألوف وقتل ألوف في محنة خلق القرآن. وكان أحمد بن حنبل، الذي لم يقل بخلق القرآن، أحد من سجنوا.

وكان المتنبئون يسجنون إن لم يقتلوا. وقد كثر التنبؤ في عصر بني العباس وكان لأصحابه مع الخلفاء نوادر وأحاديث.

(و) المجوق، الفسق، الشراب

وكان المستهترون والفساق يسجنون حتى ينالهم العفو. وذكر أبن المعتز أن اسحق بن إبراهيم لما بلغه ما فيه أبو العبر من الخلاعة والمجانة أمر بحبسه. فكتب إليه أبو العبر رقعة يذكر أنه تائب، ويسأله أن يخرجه من الحبس حتى يعلمه رقية العقرب فأحضره وقال: هات علمنا. فقال: إذا رأيت العقرب فتناول النعل واضربها ضربة شديدة فإنها لا تعود تتحرك. . .

فضحك وقال والله إنه لا يفلح أبداً.

وأمر المهدي إبراهيم الموصلي ألا يشرب ولا يتبذل ولا يغني، فغنى إبراهيم عند إخوانه وتبذل وشرب، فضربه ثلاثمائة سوط، وقيده وحبسه.

ووجد العسس أبا دلامة زيد بن جون سكران في بعض الليالي فقبضوا عليه، وأخذوه فحرقوا ثيابه وساجه وحبسوه. فلما أفاق قال أبياتاً وأرسلها إلى المنصور منها:

أمير المؤمنين فدتك نفسي ... علام حبستني وخرقت ساجي

أمن صهباء صافية المزاج ... كأن شعاعها ضوء السراج

وقد طبخت بنار الله حتى ... لقد صارت من النُّطف النضاج

<<  <  ج:
ص:  >  >>