للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (وما الذي يثير عجبك من ذلك؟! إنه بلا شك الجندي الذي يعشق (بلاجا) وتعشقه. . . ويسرى إليها على الدوام في هزيع الليل. . .).

- (هه!. . ما الذي تفوه به؟!.).

- (. . . إنه الجندي الذي يعشق (بلاجا). . .) فصاحت (ماريا ميلوفنا) في زحير.

(علة أقبح من العذر. . . إن التلصص أخف وطأة منها. . . لست أرضى عن هذا الفاسق بداري. . .).

- (عجباً. . . إننا طهيرا الثوب عفيناه. . . فما الذي يضيرنا من وجود هذين الفاسقين؟! وما نفيد من تدويم هذه الكلمات الجوفاء؟ يا فتاتي إنها الحياة. . . وهكذا جبل الخلق منذ فطر العالم وما هذا الجندي بملاك يعف عما درج عليه غيره. . .).

- (كلا يا باسيل. . . فهذا ما لا يتفق وهواي. . . إني لا أكاد أتصور أن مثل هذا!. هذا!. يحدث في عقر داري. . . ينبغي عليك أن تهم إلى المطبخ، وتطرد هذا الفاسق شر طردة وفي الغداة سأنهي إلى (بلاجا) أنها ستفقد عملها إن هي عادت فسلكت هذا السبيل الشائن، وحين أغادرك إلى ظلمة القبر وأودع الحياة. . . فافعل ما يحلو لك. . . ولكن إياك أن تأتي ذلك، وأنا على قيد الحياة. . . باسيل! أتوسل إليك أن تقوم إليهما. . .)

فقال (جاجن) في نهيم وتذمر:

(عليك لعنة الله. . . بالله تدبري بمنظارك النسائي الضعيف: ما الذي أفعله لهما؟!).

- (باسيل!. إني لأحس أن الإغماء يغشيني. . .). فعجل (جاجن) بوضع قدميه في نعليه. . . وراح يهمر لعناته في سبيله إلى المطبخ. . .

وكان الظلام يطوي كل شيء تحت مطارفه السود. . . فراح مساعد المحصل يتلمس طريقه في حذر. . . واتخذ وجهته نحو غرفة الأطفال، وأيقظ الحاضنة قائلا في نحيط:

(لقد أخذت معطفي لتنظيفه مما علق به!. فأين هو؟! يا (فاسيليا)!).

(لقد ناولته (لبلاجا) لتنظفه. . . يا سيدي!).

- (يا للعبث. . . أنت تأخذينه ثم تردينه!. . ماذا اطرح على جسدي الآن؟!).

وما كاد يصل إلى المطبخ حتى اتخذ سبيله إلى ركن قام فيه صندوق من الخشب رقدت عليه الطباخة (بلاجا). . . فقال وهو يتحسس كتفيها، ويهزهما في عنف (. . . بلاجا!. .

<<  <  ج:
ص:  >  >>