بلاجا!. . لا تدعي النوم أيها الخبيثة الماكرة. . . من الذي ولج غرفتك منذ برهة وجيزة؟!).
- (سي!. سي!. سيدي! عم صباحاً: من الذي يجرؤ على ولوج غرفتي؟!).
- (آه. . . دعينا من هذا النفاق والإنكار فليس هناك مجال لتصديقهما. أنهضي. . . لقد أسرى ذلك الشرير إلى غرفتك، وأنت راضية عن ذلك!. ألا تسمعين؟ وليس هناك ما يدعوه إلى الحضور سوى أنت!).
- (هه!. سيدي. . . أمستك لوثة من الشيطان، فتقذفني بهذا الهذيان؟!
رحماك يا رب. . . أظننتني بلهاء ساذجة؟. أشقي هنا سحابة يومي ولا أركن للراحة ولو لحظة. . . وتأتي في هزيع الليل فتحدثني هكذا!. ولا أتقاضى عن كدي وإخلاصي في خدمتك سوى أربع روبلات في الشهر. . . إني لأرغب العيش عند تاجر من التجار على أن أقابل بمثل هذا الجحود والإهانة!).
- (انهضي!. . انهضي. . لا سبيل إلى التنصل بالشكوى والتذمر. . . آه. . . لابد أن يغادر عشيقك هذه الغرفة فوراً. .! أوعيت ما أقول؟!.).
فقالت (بلاجا) وقد هدجت من صوتها بوادر الدمع: (لابد أن هذا يخجلك يا سيدي!. أهكذا تفعلون معشر المتعلمين؟ أتسمح لكم أنفسكم أن تتهمونا وتقسوا علينا بدلا من أن ترفهوا عنا، وتفرجوا عن أنفسنا؟! نعم من السهل عليكم أن تهينونا. . فليس هناك من ينبري لنصرتنا ويقف إلى جانبنا). وانفجرت الدموع من عينيها فراحت تنوح وتنهنه. . .
- (هيا. . انهضي. . . فما يجوز على هذا الخداع. . . لقد أرسلتني سيدتك لأخبرك أنها رأت شريراً يدلف إلى غرفتك!) ولكن (بلاجا) راحت تديم نواحها ونشيجها. . . فلم يجد (جاجن) بدا من أن يعترف من قرارة نفسه أنها مظلومة طاهرة وقد ألصق بها هذه التهمة الشنعاء إفكا وبهتاناً. . .
وهم بالعودة إلى زوجته وهو يقول:(بلاجا. . . لقد أخبرتني (فاسيليا) أنها ناولتك معطفي لتنظيفه مما علق به فأين وضعتيه؟!)
- (آه. . . معذرة يا سيدي. . . لقد غفلت عن وضعه على مقعدك. . . إنه معلق على المشجب القريب من الموقد!).