الدنيا كلها ظلمة إلا مجالس الأدباء ومساجلات العلماء ومطارحات الشعراء.
ألا قدَّس الله سرك يا حسن، يا مجتلي النور في البيان السمح والمنطق المعسول.
(اسمعوا أيها الناس وعوا) على حد تعبير خطيب العرب وحكيمها وحكمها قس بن ساعدة الأيادي.
إنما الأدب عصارة القرائح وفيه تتجلى خلاصة الثقافات، وإنه لمستودع الحكمة والحكمة يا كرام الناس كرسالات الأنبياء من وحي السماء وما توحيه السماء لا يموت. وهل تعوزكم الأدلة والبينات وبين أيديكم الكتب المنزلة تهتفون بآياتها الساحرة آناء الليل وأطراف النهار؟
تلك الآيات التي تخشع عند تلاوتها النفوس خشعة الإكبار والإجلال والتقدير لهيمنتها على المشاعر واستحواذها على العقول والألباب حتى لكأنها السحر، بل أنها لكذلك وإن من البيان لسحراً.
سبحان رب العرش وتعالت كلمتك. ما كان قولك الحق ليحتاج إلى الأيمان البالغة تؤيده لولا أن في الناس أدعياء مارقين كالوليد بن المغيرة ينكرون نعمتك ويكذبون آياتك ويقولون عنها ضلة وزيفاً (إنها أساطير الأولين) فأقسمت - ويا لرهبة القسم العظيم (ن، والقلم وما يسطرون). تثبيتاً لبيانك الخالد وتنويهاً بالقلم وبأربابه رافعي علم حكمتك السامية بين الناس. وحكمتك هي الحق اليقين التي بها يهتدون.
أشهد اللهم أنك أنت الشاعر الأعظم، وأن أنبيائك المرسلين الأطهار أئمة الشعراء والأدباء أجمعين.
وأشهد أن للفن شباباً غضيراً يتحير في قسماته النورانية ماء الخلود.