للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وجاء شيخ حائر واجف ... مشتعل اللمة بالي الإهاب

كأنما زلزلة تحته ... لما به من رعشة واضطراب

فصاح: يا رباه خذ حكمتي ... واردد على عبدك عصر الشباب

إن أماني الروح أزهارها ... وإن روحي اليوم قفر يباب

لا جدول لا بلبل منشد ... بلى بها الوحشة والاكتئاب

تلك الأمانيُّ. . . على كذبها ... لم تكن اللذة فيها كذاب

زالت وما زلت. . . وإن الشقا ... أن تطمس الآي ويبقى الكتاب

وتسلب السرحة أوراقها ... ولم تزل أعراقها في التراب

قيل لها في البحر كل المنى ... فلم تجد في البحر إلا الضباب

كنت غنياً في زمان الصبا ... وكنت صفر الكف صفر الوطاب

صحوت من جهلي فأبصرتني ... كأنني سفينة في العباب

نأت عن الشط ولم تقترب ... شبراً من السر الذي في الحجاب

ولو ترجى أوبة لا شتفت ... لكنما عز عليها الإياب

مرتقف الأيام عن سيرها ... فإنها تركض مثل السحاب

وضع أمامي لا ورائي المنى ... وطول الدرب وزد في الصعاب

ما لذتي بالماء أروي به ... بل لذتي في العد وخلف السراب

الحسناء

وقالت الحسناء: يا خالقي ... وهبتني الحسن فأشقيتني

وجهي سني مشرق إنما ... مرعى عيون الخلق وجهي السنى

حظي منه حظ ورد الربى ... من عطره الفواح والسوسن

ومثل حظ السرو من فيئه ... والطير من تغريدها المتقن

ومثل حظ النجم من نوره ... في الحندس المعتكر الأدجن

للقائل للفيء. . . وللسامع ... التغريد. . . والزهرة للمجتني

والنور لمدلج والمجتلي ... والدر للغائص والمجتني

<<  <  ج:
ص:  >  >>