للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من تلك الأسماء الساطعة في سماء الشعر؟! وأخذت أقلب الرأي على وجوهه. وسولت لي نفسي أن أرفق القصيدة بتعريف بي يكتبه ابن عمي قدري طوقان إلى صاحب (الرسالة)، ولكن عزة الشعر، وللشعر والله عزة، ربأت بي عن التوسل إلى نشر القصيدة بما يوهم معنى الالتماس، وقلت لنفسي: وي! ما بالك يا هذه؟ إن هذا هو الحمق بعينه، وإذا كانت القصيدة جيدة حقاً، فلن يحول اسمك المغمور دون إنصاف المنصفين في الحكم لها. وبعثت بالشعر وثقتي بنشره بين بين.

وظهر الشعر في (الرسالة)، وقد فوجئ به شقيقي إبراهيم، فكتب إلي يقول: (يا أم تمام - وكثيراً ما كان يناديني بهذه الكنية لما يعرف من حبي للشاعر أبي تمام، ولكثرة ما أحفظ له - إن القصيدة لجميلة، وقد حدثني الأستاذ النشاشيبي بشأنها فأهنئك). ولما التقينا أظهرته على ما خامرني من شك في نشرها لعدم معرفة الأستاذ الزيات لي. فقال: (يا أختي، إن الشعر الجيد يعرف بنفسه وبصاحبه عند المميز المنصف، ولا يحتاج إلى من يعرف به).

وكان هذا مما شد من عزمي وزادني إيماناً بنفسي، ولا والله ما أجحد يداً للرسالة علي، ولا أنسى حقاً لها عندي

أجل، إن (الرسالة) مجلة الأدب العربي في جميع أقطاره، فلا صلة شخصية هناك، ولا أثرة إقليمية تغريان على نشر هذا وطي ذاك من الإنتاج الأدبي في القطر المصري وخارجه، وهي - منذ كانت - ميدان للمجلي والمصلي من أدباء العربية على اختلاف أقطارهم، وهاهي بين أعيننا واضحة المذهب، وقد أشهدت الله بحق: (أنها في مدى حياتها الصحفية لم تغفل أدباً يستأهل النشر، ولا أديباً يستحق التنويه). وغفر الله لأخينا العاتب عتبه واتهامه، فقد نكب عن محجة الصواب حين أسرف في هذا العتاب.

(نابلس)

فدوى عبد الفتاح طوقان

إندونيسيا:

دخل الإسلام إلى إندونيسيا منذ قرون، وظل يتوغل فيها توغلا قد لا تدانيه فيه أية بلاد إسلامية أخرى إذ أصبحت تعاليم الدين الإسلامي والتقاليد الإسلامية هي وحدها السائدة في

<<  <  ج:
ص:  >  >>