البريطانية التي نزلت الآن في بتافيا مقاتلة الوطنيين الإندونيسيين في سبيل هولندا كما نشرت كل الصحف في حينها. ومع ذلك لم تكن الروابط التي تربط الأمة الإندونيسية وهذه الأمم أية رابطة روحية أو مادية، اللهم إلا شعورها واعترافها بحق هذه الأمة في تقرير مصيرها.
والآن، نوجه نحن الإندونيسيين إلى العالم الإسلامي عامة، وإلى العالم العربي خاصة نداء حاراً، لكي تتذكر الشعوب الإسلامية قاطبة العلاقة الروحية القوية التي تربطها وهذه الأمة الإسلامي - وهي في أدق مواقفها وأحرجها معاً - التي قد عاهدت الله والوطن على أن تدافع عن الاستقلال الذي أعلنته للعالم في التاسع عشر من شهر أغسطس المنصرم بكل ما فيها من عزم وقوة، فيؤيد موقف الشعب الإندونيسي المشروع في تقرير مصير نفسه بنفسه بجميع الوسائل التي ترى أنها أمضاها في تحقيق هذا التأييد وتعترف حكومتها بهذا الاستقلال، فتمد بذلك إلى الحكومة الجمهورية الإندونيسية الجديدة قوة فوق قوتها فتقنع هولندا المستعمرة بعبث محاولتها في العودة إلى احتلالها بالقوة الشنيعة.
وإنا حين نتوجه بهذا النداء إلى الشعوب الإسلامية والعربية لعلى يقين في أنها ملبية نداءنا. وإنها حين تؤكد الحركة الوطنية في أندونيسيا، وحين تعترف حكوماتها باستقلال إندونيسيا لا تخدم القضية الإندونيسية الحقة وحدها، ولكنها تخدم كذلك نفسها بنفسها، إذ بوجود حكومة إسلامية قوية في الشرق الأقصى تتقوى مراكز جميع الحكومات الإسلامية والعربية كلها، وتتحقق لكل منها أمانيها المشروعة. والحكومة الجمهورية الإندونسية لن تنسى أبداً ما تقدمه الشعوب الإسلامية والعربية من التأييد لها وما تفعله الحكومات الإسلامية من الاعتراف بها.
جمعية استقلال إندونسيا
تصويب:
التطبيعات (الأخطاء المطبعية) قبيحة، وأقبحها ما أبدل كلمة بكلمة. ظاهرها صحيح ولكنها تجيء في غير موضعها، فتفسد المعنى على القارئ، وتضيع مقصد الكاتب، وتقوله ما لم يقل، وتحمله ذنبا لا يد له فيه، وقد كثر ذلك في العدديين الأخيرين من الرسالة ولم يكن