ويقول ابن النديم في الفهرست (ص ٩١ ط فلوجل) إنه: أبو القاسم حماد بن سابور بن المبارك بن عبيد؛ وكان سابور يكنى أبا ليلى، من سبى الديلم، سباه ابن عروة بن زيد الخيل ووهبه لابنته ليلى يخدمها خمسين سنة، ثم ماتت، فبيع بمائتي درهم، فاشتراه عامر بن مطر الشيباني وأعتقه.
ويقول ياقوت في معجم الأدباء (ج ٤ ص ١٣٧ ط مرجليوث) إنه حماد بن ميسرة بن المبارك بن عبيد الديلمي؛ مولى بني بكر بن وائل، وقيل مولى مكنف بن زيد الخيل الكوفي المعروف بالراوية
ويقول ابن خلكان في وفيات الأعيان (ص ٢٤٠ ط باريس) إنه أبو القاسم حماد بن أبي ليلى سابور، وقيل ميسرة ابن المبارك بن عبيد الديلمي الكوفي.
فظاهر من هذه الروايات الخمس أن حمادا ديلمي الأصل؛ وأنه من الموالي، وإن كان قد اختلف في ولائه: لمن. على أن هذا اختلاف في الظاهر. فنحن إذا أخذنا برواية ابن النديم استبان لنا أن ولاء حماد كان لابن زيد الخيل (ابن عروة كما يقول ابن النديم، أو مكنف كما يقول ابن قتيبة وياقوت، ثم كان لعامر بن مطر الشيباني. وشيبان بن ثعلبة، وثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر. وهكذا نفهم تردد ولاء حماد بين ابن زيد الخيل وبني شيبان وبني بكر بن وائل. ولكننا لا نجد بعد هذا تفسيرا لما يقوله حماد من أن أباه كان من سبى سلمان بن ربيعة، فنحن لا نعرف من هم بنو سلمان هؤلاء.
والديلم - كما يقول هيار في كتابه: (ص ٥٨) - هم ذلك الجنس الهائل الذي كان يحتقر العرب؛ والذي كان يسكن جبال جيلان الوعرة مستقلا غير خاضع لسلطة ما؛ والذي استولى على بغداد باسم بني بويه، فجرد الخلافة من سلطتها الزمنية، ولم يبق لها إلا سلطة روحية محضا، وكان لحق حماد ينم عن أصله الأعجمي.
وظاهر من هذه الروايات أيضاً أن هناك خلافاً حول اسم أبي حماد. فابن قتيبة يقول إنه هرمز، وهو في هذا يوافق الجاحظ فيما يحكيه عنه السيوطي في المزهر (ج ٢ ص ٢٠٦) وابن النديم يقول إنه سابور؛ ويتابعه في هذا هيار (ص ٥٨)، وتشارلز ليال في كتابه:(المقدمة: هامش ص ٣٩) وفي مقدمته لترجمة المفضليات (هامش ص ١٣): وياقوت يقول إنه ميسرة، وهو في هذا يوافق الهيثم بن عدي فيما يحكيه عنه أبو الفرج في الأغاني (ج