٥ ص ١٦٤) والبغدادي في خزانة الأدب (ج ٤ ص ١٢٩ ط بولاق).
وقد ولد حماد بالكوفة. واختلف في تاريخ ميلاده؛ فهو عند ابن النديم (ص ٩١) سنة ٧٥هـ، وينقل عنه في هذا بروكلمان في كتابه:(ج ١ ص ٦٣) وهو عند ياقوت (ص ١٤٠) سنة ٩٥هـ، ويتابعه في هذا ابن خلكان (ص ٢٤١). كذلك اختلف في تاريخ وفاته؛ فهو عند ابن النديم (ص ٩١) سنة ١٥٦هـ، وهو عند ياقوت (ص ١٤٠) وابن خلكان (ص ٢٤١) سنة ١٥٥هـ.
وحماد من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. فتشارلز ليال يقول في كتابه الأول:(المقدمة، هامش ص ٣٩): (علا ذكر حماد الراوية بن سابور الفارسي الأصل وجامع المعلقات ومعظم شعر امرئ القيس في دولة بني أمية خاصة، منذ عهد يزيد الثاني (يعني يزيد بن عبد الملك)(١٠١ - ١٠٥) حتى سقوطها سنة ١٣٢، وبعد ذلك عاش في عصري المنصور والمهدي). فالذي يؤخذ من قول هذا المستشرق أن حمادا لم يدرك عصرا بعد عصر المهدي، وهو في هذا يتابع ما يرويه ابن خلكان إذ يقول (ص ٢٤١): (وقيل إنه توفى في خلافة المهدي). على أننا نجد في الأغاني (ج ٣ ص ٨٠) هذه الرواية: (ذكر أبو أيوب المدني أن حمادا الراوية حدثه، قال: رأيت عبد الرحيم الدفاف أيام هرون الرشيد بالرقة. . .)، وهي رواية صريحة الإشارة إلى أن حمادا أدرك عصر الرشيد، ولكننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نرجحها على سائر الروايات التي تقف بحياة حماد قبل عصر المهدي، أو عن هذا العصر، بل إننا لا نظن حمادا قد أدرك عصر المهدي، كما تقول الرواية التي أشار إليها ابن خلكان. فحماد قد توفى سنة ١٥٦هـ كما يقول ابن النديم، أو سنة ١٥٥هـ كما يقول ياقوت وابن خلكان؛ بينما المهدي تولى الخلافة سنة ١٥٨هـ. والرواية التي يشير إليها ابن خلكان غير صريحة النسبة، وهي لا تذكر تاريخا معينا. وقد رجع تشارلز ليال عما قاله في كتابه الأول (المقدمة، هامش ص ٣٩) من أن حمادا توفى سنة ١٦٠هـ، وجعل يشك في أن حمادا أدرك عصر المهدي، وهذا في مقدمته لترجمة المفضليات (ص ١٨). ويبدو لنا أنه في الكتاب الأول قد أخذ بمفهوم الرواية التي يشير إليها ابن خلكان، فافترض سنة ١٦٠هـ تاريخاً لوفاة حماد، أي بعد ولاية المهدي الخلافة. وهذا افتراض محض، لأن المراجع العربية لم تذكر هذا التاريخ.