للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قوله: وينسب إليه الغلو في الأئمة حتى أنه أشركهم مع الله في الخلق وفي القدرة وفي مسائل أخرى هي من صفات الألوهية والربوبية، هذه فرية أخرى.

قال الشيخ أحمد في كتابه حياة النفس الذي صنفه في العقائد صحيفة (٤) اعلم أنه واحد في أربعة مراتب لا شريك له فيها (الأولى) لا شريك له في ذاته. قال الله سبحانه وتعالى لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد (والثانية) لا شريك له في صفاته قال الله تعالى: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (والثالثة) لا شريك له في صنعه، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه (والرابعة) لا شريك له في عبادته فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحداً. هذا مذهبه وهذه عقيدته ولا يضره كفر من كفره إن صح ما قاله الدكتور فان من كفر مسلماً فقد كفر. (قوله) أما المذهب الشيخي فلم يظهر في وسطه زعيم قوي بعد وفاة الخليفة الإحسائي يستطيع الاستمرار على دعاية ذلك المذهب على الرغم من الجهود التي بذلها بمض علمائهم من أمثال الحاج محمد خليل خان الكرماني والملأ محمد المماقاتي.

بينت فيما سبق أن الشيخية لا مذهب لهم غير مذهب الشيعة الأثنى عشرية، ومن نسب لهم غير ذلك فقد بهتهم وافترى عليهم وظلمهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وأما علماؤها فقد ملئوا الأصقاع والبقاع بتصانيفهم ومؤلفاتهم في أغلب العلوم والفنون حتى أنها من زمان الشيخ أحمد الأحسائي إلى الآن تزيد على ألف مصنف ومؤلف. (قوله) ومع ذلك فلا زالت هنالك جماعة صغيرة مشتتة بين العراق وإيران وسواحل الخليج تنتمي إلى مذهب الأحسائي ولكنها لا تتظاهر بذلك ولا تجهريه

هذه النبذة الأخيرة التي سجلها الدكتور يقصد بها الإزراء على الشيخية والطعن عليهم في أنهم جماعة صغيرة فأراد أن يطعن عليهم بقتلهم مع أن المناط هو الحق فلا تجدي الكثرة نفعاً إن كان أصحابها مبطلين، كما أن القلة ليست بضائرة إن كان معتنقوها محقين. وقد مدح الله سبحانه القلة في مواضع كثيرة من كتابه كقوله: (قليل من عبادي الشكور) وكقوله: (وما آمن معه إلا قليل).

(وأما قوله) سلمه الله: لا تتظاهر بذلك ولا تجهر به بينت مكرراً أن دين الشيخية دين المسلمين الذي أنزله الله سبحانه في كتابه المبين وبينه خاتم الأنبياء والمرسلين والبلاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>