ومالي إلى ماء سوى النيل غلةٌ ... ولو أنه (أستغفر الله) زمزمُ
ج ١٩ ص ٢٧٦: هبة الله بن صاعد المعروف بابن التلميذ كان واحد عصره في صناعة الطب متفننا في علوم كثيرة. . . وكان عارفا بالفارسية واليونانية والسريانية متضلعا بالعربية، وله النظم الرائق والنثر الفائق.
قلت:(متضلعا من العربية) كما جاء في (ج ١٩ ص ٢٨٢) وهو كلام مولد غير مستنكر. والذي قالته العربية الأولى هو ما جاء في (المصباح): تضلع من الطعام امتلأ منه. وفي النهاية وفي حديث زمزم فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع أي أكثر من الشرب حتى تمدد جنبه وأضلاعه، وفي حديث ابن عباس: أنه كان يتضلع من زمزم. وقال الأساس:(وأكل وشرب حتى تضلع) ولم يذكره في مجازه. وفي مقدمة (القاموس). . . بما يتضلع منه (أي من علم اللغة) قال شارحه: قال ثعلب: تضلع امتلأ ما بين أضلاعه
ج ٦ ص ٦٠:. . . وكان (إسحاق بن إبراهيم البربري المحرر ويعرف بابن النديم) يحرر الكتب النافذة من السلطان إلى ملوك الأطراف في الطوامير، وكان في نهاية الحرفة والوسخ، وكان مع ذلك سمحا لا يليق على شيء.
وجاء في شرح (لا يليق) أي لا يمسك من جوده على شيء.
قلت: لا يبقى على شيء أو لا يليق شيئا. في الأساس: فلان لا يليق بكفه درهم، ولا تليق كفه درهما: لسخائه. وفي اللسان قال الأصمعي للرشيد: ما ألاقتني أرض حتى أتيتك يا أمير المؤمنين. الأزهري: العرب تقول: هذا أمر لا يليق بك، معناه لا يحسن بك حتى يلصق بك. وقول الأصمعي الذي رواه اللسان هو في هذا الخبر ذي الفائدة، نقله ابن خلكان:
الأصمعي قال: دخلت على الرشيد هارون ومجلسه حافل، فقال: يا أصمعي، ما أغفلك عنا وأجفاك لحضرتنا!
قلت: والله يا أمير المؤمنين ما ألاقتني بلاد بعدك حتى أتيتك. فأمرني بالجلوس، فجلست