للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شبرنكر غير أن أوصاف هذا المحل لا تنطبق على الأوصاف التي ذكرها المؤرخ بلنيوس تمام الانطباق.

والأرجح أن يكون هذا المكان في الشمال بعيداً عن منطقة نفوذ السبئيين. وأحسن مكان يصلح لأن يكون محلا مناسباً لسكنى اليونانيين هو في شمال الحجاز، على سواحل البحر الأحمر حيث تبعد المنطقة عن سيطرة السبئيين وحيث يمكن الاتصال بمصر وفلسطين.

والظاهر أن سكان هذه المستعمرة من المكان الذي أنجب الفيلسوف طاليس والفيلسوف انكسمندر وانكسمانس وكان سكانه على جانب عظيم من الرقي والحضارة والذكاء. وقد ازدهرت فيه الحضارة في القرنين السابع والسادس قبل الميلاد. غير أن الحزب دب إلى هذا المكان فيما بعد منذ سنة ٤٩٤ قبل الميلاد فارتحل أهله وهاجروا إلى شتى الأنحاء حتى نسى المحل تماماً في عهد الإسكندر المقدوني الكبير.

واختار هؤلاء اليونانيون فرصة مناسبة هي فرصة انتقال الملك من المعينين إلى السبئيين. ففي هذا الوقت لم يكن شمال الحجاز كله بأيدي السبئيين ولم يكن لأهل اليمن أسطول قوي يسيطر على شمال البحر الأحمر فاختار اليونان ذلك المكان.

وليس من المستبعد ذلك فقد كان سكان قد أنشئوا حوالي الثمانين مستعمرة انتشرت في ساحة واسعة على البحر الأسود وعلى بحر مرمرة وعلى سواحل البحر الأبيض. وأنشئوا لهم مستعمرة في مصر في عهد الفرعون حيث ألفوا أسطولا قوياً دخلوا به نهر النيل وسكنوا في أرض اختاروها سميت باسم مستعمرة نكراطيس

فمن الجائز كما يقول المستشرق مورتيس أن يلتجئ جماعة من هؤلاء إلى الفرس بعد تخريب مستعمراتهم التي أنشئوها في مصر وأن يطلبوا حمايتهم، وأن ينتقلوا إلى موضع آخر فاختاروا محلا لا يبعد كثيراً عن مصر ولا يعرضهم في نفس الوقت إلى اضطهاد المصريين، هو المكان الذي أسسوا فيه مستعمرة

وورد في تاريخ هيرودوتس نقطة مهمة جداً تخص هذا الموضوع أثناء بحثه عن داريوس الكبير ملك الفرس ذكر أن هذا الملك حمل الملطيين معه أسرى إلى سوسه حيث عاملهم معاملة حسنة ثم أسكنهم مدينة أمب التي أنشأها على سواحل بحر الإريتريا في النقطة التي يلتقي فيها نهر دجلة بهذا البحر. أما المدينة نفسها مدينة ملطية فقد استولى عليها

<<  <  ج:
ص:  >  >>