من القماش القطنية، أما النساء فيلبسن رداء من الجلد مكوناً من قطعتين إحداهما أشبه (بالجونلة) والأخرى توضع على الأكتاف، ويحلون بالأساور والعقود والخواتم المصنوعة من النحاس أو الحديد أو العاج. ويظهر أنهم يأكلون أي شيء تقع عليه أيديهم، ويعتمدون في غذائهم على ما يصيدونه من الحيوانات البحرية، ويستعملون في صيدهم للأسماك قوارب عجيبة لا تطفو فوق الماء بل تغطس تحته وبذلك يظل السمك طازجاً.
وللجلا طريقة عجيبة في جمع هدايا الزواج، فعندما يرغب شاب في الزواج يقوم والده بتوزيع بعض الهدايا كالماعز بين أقاربه لينال رضاهم، وتأخذ المسألة هذا النحو عندما تكون العروس المنتخبة لم تزل في المهد صبية، وعندما تبلغ الثلاثة عشرة أو الرابعة عشرة يحدد يوم الزفاف ويذهب والد العروس إلى أصدقائه جميعاً لينتقي الهدايا، ثم يعود إلى بيته ويصف للخادم هذه الحيوانات التي انتقاها ثم يكلفه بالذهاب لجمعها، ويندر أن يخطئ الخادم في معرفة هذه الحيوانات فان ذاكرتهم قوية جداً. وعندما يتسلمها الأب يرسلها مع الفتاة كنوع من الصداق، وهو يعلم تماما عند انتقائه لهذه الهدايا أنه سيجيء اليوم الذي يجمع فيه هؤلاء الأصدقاء هدايا لبناتهم ولذلك يختار هذه الهدايا بحذر. وإذا ما هربت امرأة من منزل زوجها وأنجبت من رجل آخر مولوداً ذكراً فان لزوجها الحق في أن يعتبر هذا الولد ابناً له وكثيراً ما يحدث ذلك.
بعض عادات الأحباش:
هناك عادات كثيرة للأحباش تجعلهم يختلفون تماما عن معظم شعوب أفريقيا، فعلى الرغم من أنهم يدينون بالديانة التي أدخلها اليهود الأول إلا أن كرههم لليهود ظاهرة تستحق النظر، ولعل ذلك الكره ناشئ عن تلك الحروب التي استمرت خلال الفترة بين القرنين الرابع والعاشر بين هؤلاء الذين تحولوا حديثا إلى الدين المسيحي وبين هؤلاء الذين ظلوا يهودا. ومن عادات المهاجرين الأول من الأحباش عادة قطع اللحم وأكله من الحيوان وهو حي، ويصف لنا (بردس) حادثتان من هذا النوع أولاهما: أن جنودا قادوا بقرة إلى مكان خال حيث أوثقوها وقطعوا منها قطعة من اللحم ثم وضعوا على الجرح بعض الطين، وأما الثانية فقد كانت في وليمة حيث أحضرت فيها بقرة حية أخذ الضيوف يقطعون من لحمها ويأكلون إلى أن ماتت بعد وقت ليس بالقصير، ولكن أهل البلاد الآن ينفون حدوث مثل