للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجالا:

مجموعة الجالا هي أكثر المجموعات الجنسية عددا في الحبشة وهي تسكن مساحات واسعة قد انتشروا عليها عندما لجئوا إلى هذه البلاد في أوائل القرن السادس عشر الميلادي. ويبدو مع ذلك أنهم جنس مميز حامي الأصل قد تفرع الآن إلى فروع مختلفة على الرغم من أنهم يتكلمون لغة واحدة وأنهم قد جاءوا - حسب ما يعتقدون - (عبر المياه) أي عبر البحر الأحمر أو ما هو أكثر احتمالا عبر بحيرات أفريقيا الاستوائية الكبرى، ولكن هذه المسألة لم تبحث بحثا وافيا. وهناك رأى يقول إنهم قد جاءوا من بلاد العرب في زمن بعيد مضى مخترقين أفريقية الشرقية البريطانية ومهاجرين إلى الجنوب الغربي إلى البحيرات الكبرى ومن هناك يمموا شطر الحبشة شمالا مخترقين بورانا وعندما جاءوا من الهضبة الوسطى استقروا في المناطق الجنوبية والغربية وبعضهم استقر على الحدود الشرقية بين الحبشة وصحراء آثار.

والجلا رعاة يحبون الحرب وفيهم صفاتها، وقد خضعوا أخيرا للإمبراطور منليك وذلك لكثرة ما أمده به الفرنسيون من الأسلحة ومن ذلك الحين لم تجد هذه القبائل وسيلة لإشباع هذه الطبيعة في نفسها إلا في مقاتلة بعضها البعض الآخر، أو في شن الغارات على جيرانها، ولكنهم مع ذلك لا يحتكون مع الأوربيين أو مع غيرهم من الأجانب. والجلا عموما أكثر سوادا من الأحباش وأقل تقدما. وكلما بعدنا عن العاصمة بدت وحشيتهم التي تتمثل فتشاهد في هيأتهم وعاداتهم خصوصا بين الجماعات الوثنية. وتجد في إقليم جيلي أقذر جماعة رأتها العين من الجلا، فالسواد يغشي وجوههم وملابسهم وماشيتهم أيضا، ويتخذون بيوتا أكواخا حقيرة محاطة بزريبة صغيرة حيث تساق إليها الماشية ليلا لحمايتها. ورائحة هذا المكان وقذارته لا يمكن أن توصف، ويبدو أن الشمس تعمل كمطهر لهذا الأمكنة، ولهذا السبب على ما يظن لا تصيبهم الأمراض على قدر ما يحيط بهم من الأوساخ والأقذار. وجماعات الجلا التي تسكن أقليم شوا أقل توحشا، فان تدينهم بالمسيحية جعلهم يفقدون العادات الوثنية القديمة، كما أن اقترابهم من أديس أبابا جعلهم يتصلون بالأحباش الغازين بطريق الزواج والاختلاط.

والجلا يلبسون ملابس بسيطة فيضع الرجال قطعة من الجلد على أكتافهم أو يلتفون بقطعة

<<  <  ج:
ص:  >  >>