للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حلت الأيام مشاكلها مع الزمن على حسابها، خلقة مشوهة دميمة وصوت أجش بغيض وعينان ضيقتان أكل الحقد أهدابهما ولم يبق منهما سوى نظرات نارية حادة لا تكاد تعكس مرئيات الأشياء على عينيها أبدأ وإنما تعكس صفحة وجهها المشوه على خاطرها فتراه دائما وتراه مقترنا بسلسلة تلك المصائب التي جرها عليها هذا القبح طيلة الأربعين سنة التي قضتها في دنياها الشقية. .) فهي لا تكاد تطيق رؤية الفتيات السبع يخطرن أمامها في مرح وسعادة ملء إهابهن الحب والأمل، ومن ذلك يفسر لك قسوتها عليهن وتزمتها في معاملتهن وأخذهن بالتقشف الشديد المر حتى نسين الشباب والابتسام

وأما (البلبل. . .) فهو ذلك العامل الذي تضطر المدرسة الضرورة لاستدعائه من المدينة لبعض الإصلاحات لبضع ساعات ثم تحتال الحمامات على إطالتها إلى ليلة. . وقد تيقظ الفتيات كما تفتح الزهرات لأنداء الربيع، حتى تلك الزهرة الذابلة. . الناظرة. وإني لأحس بأنني اظلم القصة عندما أحاول أن أعطي منها صورة فلا أستطرد في ذكر ما كان. ولكن أحب أن أقول إنها ذكرتني بقصة (ستة وعشرون رجلا وامرأة. . .) لمسكيم جوركي. والبلبل هنا امرأة، وعند قصاصنا فتى، ولكنها لا تشبهها في شيء من الحوادث أو طريق المعالجة ولكن في بعض الخطوط الرئيسية في الفكر النفسية وهي شيء يتشابه فيه البشر في كل مكان

ولكن يختلف الكتاب في تصويره. واله إلى هذا بعض قصص اجتماعية يصف فيها الريف بصميم تقاليده وعميق إحساس أفراده إلى بساطة وسذاجة هما طبائع أهله، قد دل على معرفة ودراسة لأحوال الريف قلما تجدها صادقة في غير تكلف كما تجدها في قصص الأستاذ أمين. ومن هذه القصص (الفطائر الثلاث) ومن أمتع قصصه (مفاتيح الأقفال) وإنه لعنوان رمزي لما استغلق من المرأة، وما المفاتيح إلا الإنسان الذي جعلها تلبي نداءه في أحضان الشيطان. وإنها لمأساة قد يخيل إليك أن الكاتب يصورها بألوان زاهية فاضحة. ولكنه فنان يعرف كيف يتصرف في هدوء حتى بالألوان الحمراء. . .

وقصة (هتاف الجماهير) ليست هي القصة الأولى في المجموعة كما اعتاد بعض الكتاب في تسميتهم المجموعة بأعظم قصة فيها؛ بل هناك قصص أخرى تعلوها. وهي مع هذا ذات نزعة رومانسية عنيفة وتجمع إلى هذا جانب التهكم اللاذع وعلى الأخص في الخاتمة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>