ظهراً فهذا ظهري فليستقد مني، ومن كنت شتمت له عرضاً، فهذا عرضي فليستقد منه، ومن أخذت له مالا، فهذا مالي فليأخذ منه، ولا يخش الشحناء، فهي ليست من شأني).
ومن ذلك أن الربيع بنت النضير لطمت جارية فكسرت ثنيتها، فطلب أهل الجارية القصاص. فأمر رسول الله به، فجاء أخو الربيعّ أنس بن النضر، وكان من خاصة الصحابة، فقال: يا رسول اللَّه: لا والذي بعثك بالحق، لا تكسر ثنية الربيع، فقال الرسول: كتاب الَّله القصاص، فلم يزل أنس يقول لرسول الَّله حتى جاء أهل الجارية راضين بدفع الأرش، فقضى رسول الله به
كذلك نسوق إليك قضية، هي أروع ما يذكر في هذا الباب: قضية المرأة المخزومية التي سرقت حليا في زمن رسول الله، وكانت من بيت مجادة وشرف، فلما أراد الرسول إقامة الحد عليها عظم ذلك على المهاجرين، وقالوا من يشفع لها عند رسول الَّله؟ فقالوا من يشفع إلا أسامة بن زيد حِبْ رسول الَّله، فتكلم أسامة مع الرسول، فغضب وقال له: أتشفع في حد من حدود الله؟! ثم قال: إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).
(ج) حدثنا التاريخ أن محمد بن عمر بن العاص زمن ولاية أبيه على مصر - كان يجري الخيل، فنازعه أحد المصريين السبق، فغضب، ووثب على المصري يضربه بالسوط ويقول له: خذها، وأنا ابن الأكرمين، فقدم المصري إلى الخليفة عمر يشكو، قال أنس بن مالك روى القصة: فوالله ما زاد عمر على أن قال له: اجلس. . . ومضت فترة، إذا به في خلالها قد استقدم عمراً وابنه، فقدما ومثلا في مجلس القصاص، فنادى عمر: أين المصري؟ دونك الدرة، فاضرب بها ابن الأكرمين، فضربه حتى أثخنه، ونحن نشتهي أن يضربه، فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه، وعمر يقول: أضرب ابن الأكرمين، ثم قال: أجلها على صلعة عمر، فوالله ما ضربك ابنه إلا بفضل سلطانه. . . قال عمروفزعاً: يا أمير المؤمنين، قد استوفيت واشتفيت؛ وقال المصري معتذراً: يا أمير المؤمنين، قد ضربت من ضربني. . . فقال عمر: أما والله لو ضربته ما حلنا بينك وبينه، حتى تكون أنت الذي تدعه، والتفت إلى عمر ومغضباً، وقال له تلك الكلمة الخالدة: (يا عمر، متى