وهي التي قد شكلت ونوعت، وصورت ما صورت؛ فلا يروق ذو لون على ذي لون، وليس في الدنيا عبد وحر، ولن يشين المرء لونه - يا أيها الغربي - لكنه يشينه تلونه. . .
في (أساس البلاغة) لجار الله: ورجل متلون: مختلف الأخلاق.
ج ٧ ص ١٥١: أبو محمد القاسم بن احمد الأندلسي قال:
وجدت في مسائل نحوية تنسب إلى ابن جنى: لم أسمع لأبي علي (الفارسي) شعراً قط إلى أن دخل إليه في بعض الأيام رجل من الشعراء، فجرى ذكر الشعر، أبو علي: إني لأغبطكم على قول هذا الشعر، فان خاطري لا يواتيني على قوله مع تحققي للعلوم التي هي من موارده. فقال له ذلك الرجل: فما قلت قط منه شيئاً البتة؟ فقال: ما أعهد لي شعراً إلا ثلاثة أبيات قلتها في الشيب، وهي قولي:
خضبت الشيب لما كان عيباً ... وخضب الشيب أولى أن يعاب
ولم أخضب مخافة هجر خل ... ولا عيباً خشيت ولا عتابا
ولكن الشيب بدا ذميم ... فصيرت الخصاب له عقاب
فاستحسناها وكتبناها عنه، أو كما قال، لأني كتبتها عن المفاوهة، ولم أنقل ألفاظها.
وجاء في الشرح: كانت (المفاوهة) في الأصل (المفاوضة) قلت: الأصل صحيح، ومفاوضة العلماء محادثتهم ومذكراتهم، والمفاوهة: المقاولة والمناطقة، فهي تحكى المحادثة والمذاكرة.
وقد ضبطت (البتة) في هذا الخبر وفي مواضع أخر في الكتاب بهمزة مقطوعة أو بألف القطع، وقد وجدتها في البخاري والكامل وكتاب سيبويه والصحاح وغير ذلك بألف الوصل، ولم أعثر على نص للأئمة القدماء فيها، فمن وجده تقرب إلى العلم بنشره في (الرسالة) مشكوراً. وهذا ما قاله التاج:
(ولا افعله البتة) بقطع الهمزة كما في نسختنا، وضبط الصحاح بوصلها، ونقل شيخنا عن الدمامينى في شرح التسهيل: زعم في اللباب انه سمع في البتة قطع الهمزة، وقال شارحه في العباب: إنه المسموع. قال البدر: ولا أعرف ذلك من جهة غيرهما، وبالغ في رده وتعقبه، وتصدى لذلك أيضاً عبد الملك العصامي في حاشيته على شرح القطر للمصنف.
قال ابن خلكان: كنت مرة رأيت في المنام سنة (٦٤٨) وأنا يومئذ بمدينة القاهرة كأنني قد خرجت إلى قليوت، ودخلت إلى مشهد بها فوجد له شعثاً، وهو عمارة قديمة، ورأيت به