للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأنانية فحفظه عنك ولم ينسه لك.

وسننت له سنة من سنين العقوق والغدر، فاقتفى آثارك، وارتضى سيرتك. ولو حسنت لو الوفاء، ورسمت له طريقه لوفي لك دينك فيما وفي الناس.

ثم خبرني بربك - يا أبا عامر - أتراك كنت شاكياً غدره وتفريطه في رد الأمانات إلى أهلها لو انه وفَي لك دينك وحدك، ثم اغتال ديون غيرك؟

أرأيت - يا صاحبي - لو سمعت أن رجلاً هدى الذئب إلى طريق الغنم بعد أن أخذ عليه شاه من عهود ومواثيق أن يعفي شاته من بينها جميعاً، أتراه كان فاعلاً؟

لقد علمته العواء فعوى، وأرشدته إلى طريق الغواية فغوى!؟

واستباح من الحقوق ما استباح، بفضل ما علمته من فنون العواء والنباح.

وليس هذا أول من نبح، فكسب بنباحه وربح. وكم من الناس آثروا أن يبلغوا أهدافهم بالهراء، ويتسنموا المجد بقولٍ جفاء. فتصنعوا الجنون ليصبحوا أعزة، بعد أن أعوزهم أن يظفروا في ظلال العقل بالكرامة والعزة، كما فعل صاحبك (رأس الوزة).

فلترض يا صاحبي بهذا الجزاء العادل، فما ظلم (رأس الوزة) ولا غبن، ولكنك ظلمت نفسك بتلك المشورة فيمن ظلمت الناس، فلا تجزعن من سنة سننتها، وخطة نهجتها، ولك أسوة سيئة في شبيهك الذي وصفه الشاعر حين قال:

وكنت إماما للعشيرة، تنتهي ... إليك، إذا ضاقت - بأمر - صدورها

فلا تجزعن من سيرة أنت سرتها، ... فأول راض سنة من يسيرها

عبد الله جحا

وفق الأصل

كامل كيلاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>