٤ - والانتصار الرابع هو التوفيق بين سياسة الأحزاب الإنجليزي كلها في علاج قضية خارجية. والإنجليز يبتهجون لمثل هذا التوفيق لأنهم جميعاً إنجليز!
للإنجليز أن يهللوا لهذه التصريحات الأخير في صحفهم عامة، ولكن ليس للعرب أن يخدعوا بهذا التهليل، لأن لهم في القضية موقفا آخر يستدعي التفكير المستقل عند النظر في الأمور. وقضية فلسطين قضية عادلة لا يضيرنا فيها التحقيق؛ ولكن متى كانت عدالة القضايا الوطنية كافية لتقرير الحق في الأمور؟
والآن. . . ما هو طريقنا المأمون!
طريقنا ألا نثق بضمير أحد، فما لأحد في العالم الغربي ضمير! لقد برهنت هذه الحضارة الغربية على إفلاس في الضمير لا عهد للعالم به في جميع الحضارات السابقة.
وقبل أن نثق بالضمير الأوربي أو الأمريكي، يجب أن نتذكر لفرنسا حوادث سوريا ولبنان - وهي قريبة لم تغب عن العيان - ويجب أن نذكر لإنجلترا يوم ٤ فبراير الشنيع؛ ثم موقفها في إندونيسيا - وهو حاضر الآن - ويجب أن نذكر لأمريكا نداء (ترومان) ونصرته للصهيونيين!
طريقنا ألا نثق بضمير أحد، وإلا نستنيم لدعوة مّا من دعوات الثقة بهذا الضمير.
وطريقنا ألا نستنيم لمخدرات التأجيل إلا إذا وقفت الهجرة وقفاً تاماً حتى يتم التحقيق. فلقد رأينا أن الزمن ليس في صالحنا. بضمته شاء أحد أن يستنيم فليتذكر متى صدر الكتاب الأبيض بوقف الهجرة الصهيونية في موعد محدد، ولماذا صدر هذا الكتاب. ثم ليتذكر متى ألغي الكتاب الأبيض وأبيحت الهجرة من جديد. ولماذا كان هذا الانقلاب؟
صدر الكتاب الأبرياء ترضية للعرب الساخطين الثائرين، وصدر تصريح بيفن الأخير ترضية لليهود المعتدين الإرهابيين!
وطريقنا أن يرد زعماء الأمة العربية ما بأيديهم من السلطة إلى هذه الأمة نفسها لترى رأيها في الموقف الجديد، فهي صاحبة الأمر قبل الزعماء أجمعين.
ولأطلقها صيحة صريحة قاسية:
أيتها الأمة العربية: احذري حتى رجال السياسة من أبنائك. لا لأنهم قد يخونوك أو يخدعونك، ولكن لأنهم هم قد يخانون ويخدعون! ولأن كراسي الحكم قد تكون في بعض