والإنكليز هم الذين مكنوا اليهود في فلسطين، وألقوا مقاليدها التجارية والمالية والاقتصادية بين أيديهم. وهم الذين سهلوا لهم (بجميع الطرق) استملاك الأراضي في فلسطين لاستقرار مهاجريهم الشرعيين وغير الشرعيين فيها، ووقفت جميع أسلحتها لحمايتهم، وسخرت برلمانها لسماع أباطيلهم!. . .
وكان الواجب على اليهود أن يقبلوا اليد التي أحسنت إليهم لان أن يحاولوا قطعها، وأن يشكروا العرب جزيل الشكر على تمسكهم إلى الآن بأهداب الصبر الجميل!. . .
وما أشبه ثورة اليهود على الإنكليز اليوم بثورتهم على الرومان في الماضي. والعالم أجمع يتجه بأبصاره نحو فلسطين، ويرقب باهتمام نهاية الفصل الأخير من هذه الرواية المحزنة التي يلذ لرجال السياسة إعادة تمثيلها للمرة الثالثة!
والناس يتساءلون عن التاريخ هل يعيد نفسه؟. . . . وهل يؤدي وعد بلفور إلى نفس النتيجة التي أدى إليها وعد الله ووعد قورش؟. . .
أن النتيجة لا تزال في ضمير الزمن، والمستقبل القريب أو البعيد هو الذي سيقول، في الوطن القومي لليهودي، كلمته الفاصلة! وإرادة الله فوق الجميع!. . .