موضوعة. . . أصبح الإنكليز القيمين على راحة اليهود وطمأنينتهم، فأعطوهم وعداً بالهجرة إلى فلسطين هذا نصه:
عزيزي اللورد روتشلد
يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك بان حكومة جلالته تنظر بعين الرضى إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وتبذل الجهود في سبيل ذلك. على أن لا يجرى شيء يضر بالحقوق الدينية والمدنية لغير اليهود في فلسطين، أو يضر بما لليهود من الحقوق والمقام السياسي في غيرها من البلدان الأخرى.
في ٢ تشرين الثاني سنة ١٩١٧
اللورد بلفور
وزير الخارجية البريطانية
وهكذا اختلف الناطقون بهذا الوعد باختلاف المكان والزمان. فمن وعد ينطق به الله، إلى وعد ينطق به ملك، إلى وعد ينطق به وزير. . . وهو ثالث وعد أعطى لليهود بالعودة إلى فلسطين. .
وطمع اليهود بعد ذلك في الوطن القومي بفلسطين كلها. . . واحتج العرب أصحاب البلاد على ذلك، وأنذروا بريطانيا من عواقب هذه السياسة الخاطئة.
وازداد تمرد اليهود وتحديهم لسلطة لندن حتى اعتادوا على رجالالتها المسئولين بالقتل والإرهاب وأتلفوا الكثير من دوائر الحكومة وممتلكاتها، ونسفوا مراكز البوليس بالديناميت، وأتلفوا خطوط السكك الحديدية، وتحدوا القانون بتهريب مهاجريهم الغير شرعيين. . . واعتداءاتهم المتواصلة على رجال الأمن، دون أن يسمح لهم بأن يطلقوا النار على المعتدين حتى ولو قتل هؤلاء إخوانهم ووزعوا المنشورات التحضيرية المختلفة، فيها تشهير بحكومة فلسطين وسلطة لندن!
وكما تحدى اليهود الإنكليز وأساءوا إليهم، كذلك تحدوا العرب في عقر دارهم بالسلاح وأساءوا إليهم، وهم الذين أووهم في بلادهم وكانت إمبراطوريتهم الواسعة فيما مضى الملجأ الوحيد لهم من الاضطهاد اللاسامي الذي أثاره عليهم الغرب!. . .