ورقة بأنه التزم بأخذ نسخة أو أكثر ويدفع الثمن عند استلامها).
هذا شئ عن مطبوعات الجمعية ونظامها في البيع لأعضائها وغيرهم وقد بلغ عددهم كما ذكر في ختام طبعتها للجزء الرابع من أُسْد الغابة تسعمائة وثمانين وهو عدد لا شك في ضخامته. وكان مقرها القاهرة. وذكر في ختام الجزء الخامس من الكتاب. وهو الأخير أنه (طبع في المطبعة الوهبية بتصريح الراجي فضل ربه الوهبي مصطفى وهبي في أواسط ذي الحجة سنة ألف ومائتين وثمانين) وهذا التاريخ ليس هو تاريخ إنشاء الجمعية بل من المقطوع به أن إنشائها سابق له. فقد كانت في هذه السنة (١٢٨٦هـ ١٨٦٩م) أتمت طبع طائفة من الكتب يبلغ عددها عشرة ظهرت في اثنين وعشرين جزءاً مما يحتاج إنجازه إلى زمن قد يمتد إلى سنين إذا راعينا أحوال ذلك الزمان والوقت الذي يحتاجه فيه للطبع والتصحيح والإخراج. ولا أدري هل كانت المطبعة الوهبية هذه مطبعة خاصة بالجمعية أم لا. . .؟. . .
أما قيمة جمعية المعارف المصرية فيمكن تقديره بذكر ضخامة الرقم الذي سبق ذكره من عدد أعضائها ويمكن تقديره أيضاً إذا ذكرنا هذا النص عن رياستها ووكالتها (. . . جمعية المعارف المتشرفة بحماية الشهم الهمام، والأمير الساطع لآلاء كمله في الأنام، نور حديقة الدهر والزمان، ونور حديقة العصر والأوان، صاحب المجد والسعد، المتحلي بحلية ولاية العهد، المؤيد بعنايات ذي القول والتنسيق، قطب فلك السعادة والدولة محمد باشا توفيق، أدام الله إجلاله، وزاد قبوله وإقباله. والمشكلة بهمة وكيل تلك الجمعية، الباذل جهده في نشر الفضائل السنية، ونفع الأنام بكل تحفة بهية، المتسم بسيما المعارف والعوارف، محمد باشا عارف) وهذا النص مكتوب في ختام الجزء الأخير من أسد الغابة. .
هذا شئ قليل عن جمعية المعارف المصرية التي ألفت في القرن التاسع عشر في مصر برعاية ولي عهدها محمد باشا توفيق (الخديو توفيق فيما بعد) وهذا بعض جهدها ونظامها لإحياء التراث العربي القديم ونشره.
وهذا بحث أعتقد أنه محتاج إلى كثير من التوسع والاستيفاء أرجو أن أوفق لهما في مقبل الأيام.