الكسب، وينظرون إلى أصدقائهم كما لو كانوا ينظرون إلى قطيعهم - أو إلى مصالحهم كما يبغي أن نقول - وهكذا يخفقون في الحصول على أجمل شئ: تلك الصداقة الذاتية المرغوبة في نفسها ولنفسها).
والصديق هو المرء الذي تسر لنجاحه سروراً حقيقياً.
(كيف يمكن أن يكون سرورك في أويقات النجاح عظيما إذا لم يكن لديك من يكون حبوره عَدْل حبورك؟ والرزية لا بد أن تكون صعبة الاحتمال، فبغير الصديق تنوء بالثقل. فالصداقة تضفي بها لماعاً على النجاح، وتختزل من وقع البلية بالمشاطرة فيها)
والصديق هو الشخص الذي تعامله معاملة الندَّ في كل الأحوال ولو كنت تختلف عنه في نظر الناس.
(وأكبر شئ في الصداقة أن الأعلى درجة والأحط درجة لا بد أن يقفا موقف المساواة. . . ولذا فإن الأخير لا يحزن إذ يفوقه الأول ويبرعه في الذكاء أو الثراء أو في المنصب، ولزام عليك أن تبذل إلى صديقك ما قدرت عليه من المعونة.
والصديق هو الشخص الذي لا نشعر من نحوه مطلقاً بشبهة، ولا نشعر من نحوه باستخفاف.
(التباين والاستخفاف هما تجربتا الصداقة، وهما ينتجان كثيراً من أسباب الشدة أو الإهانة التي يكون من بعد النظر في بعض الأحيان تجاهلها، وفي بعض الأحيان شرح أسبابها، ثم احتمالها في كثير من الأوقات
(هناك أناس يصَّيرون الصداقة كريهة بحسبانهم أنفسهم مستهترين، وندر ما يحدث هذا - فيما خلا حالة الناس الذين يستأهلون الاستخفاف حقيقة - بيد أنه ينبغي لهم أن يتخلصوا من هذه الأفكار ليس بالكلام وحسب وإنما بالعمل.
(من سجايا الإنسان الطيب الذي يجب أن أسميه أيضاً الإنسان العاقل، أن يتمسك بهاتين القاعدتين في الصداقة. الأولى: ألا يدع هناك ادعاء أو نفاقاً، والثانية: ألا ينبذ الوشايات التي يفضي بها شخص آخر فحسب، وإنما يجانب هو أيضاً الشبهة والاعتقاد بأن صديقه يجترح خطيئة ما.
(لذلك ينبغي أن تضفي بشاشة أكيدة من الكلام والأخلاق التي تعطي للصداقة نكهة