للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن الذي نأخذه على جماعة نشر الثقافة في عهدها (العسكري) أن نشاطها لا يكافئ ما كانت عليه في العصر (المدني). وهذا ما نحب أن نوسيه إليه أنظار القائمين عليها من الأدباء الأمجاد.

٢ - هندسة الأدب

وليس الضباط وحدهم هم الذين ضربوا في الأدب بسهم، إنما شاركهم أيضاً المهندسون، ولقد كانت حفلتهم التي أقاموها منذ أسبوعين منتدى أدبياً، فهم أرادوا أن يبسطوا قضيتهم العادلة على جماعة من نواب الإسكندرية وأدبائها.

وكان جميلاً من هؤلاء المهندسين الأدباء أن أحداً منهم لم يحاول أن يعد خطابا مكتوبا يتلوه على الحاضرين، وإنما عمدوا إلى الارتجال في موضوعات هي من وحي الساعة، ولا يدفع في الذهن قط أنها هيئت من قبل. وكان جميلا منهم أن يحافظوا على سنن الفصحى فلا يلتوي بهم اللسان إلا في القليل من الألفاظ التي يخطئ فيها الفحول!

ولقد طالب المهندسون بتعديلات لفظية في القانون الجديد لنقابة المهند سين كأن تحذف عبارة (مساعد مهندس) ويتساوى المهندس والجامعي وغير الجامعي في المنزلة الاجتماعية والوظيفة الحكومية.

وإذا كانت الصحف اليومية قد لخصت قرارات مؤتمر المهندسين، فأننا لا يسعنا إلا أن نناشد ولاة الأمور على صفحات مجلة الأدب الرفيع أن تعمل على نصفة هذه الطائفة النافعة العاملة، فالمهندس خادم للفن، والفن قطعة من الأدب، وعالم ما بعد الحرب في حاجة إلى مهندسين يبنون ولا يهدمون، ليقيموا صرح الحضارة باذخا لا تقاذفه الأهواء.

(الرمل)

منصور جاب الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>