والبخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجد في عبرة بإنكار وهب بن جرير لها عنه، فالقاعدة أن من حفظ حجة على من لم يحفظ، ووهب هذا قد تكلم فيه بعض رجال الجرح والتعديل، فقال ابن حبان كان يخطئ وأنكر عبد الرحمن بم مهدي والإمام أحمد ما رواه عن شعبة - فما رأيك. وأيها الأستاذ الجليل - في هذا كتب الأستاذ أبو شهبة في هذا الموضوع بالعدد ٦٤٢ من الرسالة
إلى الدكتور جواد علي
قلت في مقالك (أول صلاة في الإسلام) بالعدد ٦٣٦ من (الرسالة) عن هرون بن عمران أنه (لم يكن نبياً من الأنبياء) والصواب أنه نبي قال تعالى (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبياً) مريم آية ٥٢ وفي سورة طه ما يشير إلى أنه رسول (فأتياه - الخطاب لموسى وهارون - فقولا أنا ربك) الخ آية ٤٧
أسيوط
محمد عبود
١ - الأدب والجندية
طالعني أديب سكندري جليل الخطر بظاهرة عجيبة نسترعي الاهتمام، حين ذكر لن أن الذين تعاورا على رياسة جماعة نشر الثقافة في الثغر، إنما هم من ضباط البوليس خاصة، فالأمر إلى عبد المنصف محمود بك، والصاغ زكي غازي، والكبكباشي
أحمد الطاهر - الرئيس الحالي - كلهم ضباط من البوليس، ولم يتول الرياسة من (المدنيين) سوى الأستاذ خليل شيبوب، والأستاذ عبد اللطيف النشار.
وقال الصديق الأديب مداعباً: إن جماعة نشر الثقافة لم تعد على هذا الاعتبار جمعية أدبية، وإنما أمست (قره قولا) أي معسكراً للشرطة.
ونحن لا ندري وجهاً لاعتراض الأديب الفاضل، وإن كانت ملاحظته تبعث الاهتمام حقيقة، فلم يكن الأدب والجندية يوماً ضدين لا يجتمعان، والأدباء الضباط والشعراء في كل أمة يضيق الحصر دون ذكرهم، والجندي إذ يصدمه الواقع المرير لا عليه أن يلوذ بأطياف الأدب الجميل.