وأنت يا فارس الخيل التي جعلت ... تختال في عدد منها وإعداد
ألقِِ السلاح وخلّ المشرفي فقد ... أصبحت في لهوات الضيغم العادي
ضلت سبيل الندى يا ابن السبيل فسر ... لغير قصد فما يهديك من هادي
كذلك ذهب الملك الشاعر البطل الذي كان في ملوكيته وفنه ونبله، تمثالا للإنسان الذي كانت تتمنى كل حامل في الأندلس أن تلده، وكل ناشئ متطلع إلى العلا أن يكونه.
الملك: الذي كان زمانه كله فجراً رخيٌّا ناعماً، وأيامه كلها ربيعاً بهياً باسماً
الشاعر: الذي كان شعره لحن كل قلب مدلَّه بالجمال، مفتون بالفن
البطل: الذي بنى لقومه مفاخر في السناء ومآثر. وكذلك ألقى الستار (بين عشية وضحاها) على ملحمة فخمة فيها أجمل شاهد الهوى والشباب والبطولة والظفر والسماحة والكرم والشعر والطرب والغنى والترف، ورفع عن مأساة من أفجع المآسي التي (عرضت) على مسرح الكون