قصر الليالي خطوه فتدانى ... وحنون قائم صلبه فتحاني
وجاء في اللسان: الحنو كل شيء فيه اعوجاج أو شبه الاعوجاج كعظم الحجاج واللحى والضلع والقف والحقف ومنعرج الوادي والجمع أحناء وحُني وحِنى.
وقد نقل القاموس ما قال اللسان وزاد بعد قوله والضلع:(والحني) وأورد شارحه هذه اللفظة. فهل زادها ناسخون أو هي الحشي بالشين لا بالنون. . .؟ والحشا ما اضطمث عليه الضلوع كما في الصحاح. والحشي الخصر ومنه قولهم: لطيف الحشى، هضم الحشى كما في التاج. . .
ج ٨ ص ٧٨:
أدل فأكرم به من مدل ... ومن ظالم لدمي مستحل
إذا ما تعزز قابلته ... بذل وذلك جهد المقل
وأسلمت خدي له خاضعا ... ولولا ملاحته لم أذل
قلت: أغلب الظن أن الشاعر قال: (مدْل ومستحلْ الخ) من الضرب المحذوف، وهو كما ضبط في الكتاب من الضرب الصحيح. والمحذوف هنا ألطف، والآذن شاهدة. . .
و (الجهد) قيلت في فتح جيمه وضمها أقوال كثيرة أورد التاج جلها، ثم قال: والكلام في هذا المحل طويل الذيل ولكن اقتصرنا على هذا القدر لئلا يمل منه. . . وفي النهاية:. . . فأما في المشقة والغاية فالفتح لا غير. . . ومن المضموم حديث الصدقة أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، أي قدر ما يحتمله حال القليل المال.
قلت: فَجهد البلاء، وجُهد المقل. والشعر للقاضي أبي حازم قاله في حداثته في امرأته، وكان أبو حازم - كما ذكر ياقوت - شديد التقشف والورع.
ج ١٦ص ٢٤٥:. . . حدثني الإمام صدر الأفاضل قال: كتب إليّ الصوفي المعروف بالصواف يسألني عن بيت حسان ابن ثابت وهو:
فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواء
وقولهم بأن فيه ثلاثة عشر مرفوعا فأجبته. . . فهذا يا سيدي جهد المقل، وغير مرجو قطع المدى من الكل، فليعذرني سيدي - قبل الله معاذيره - من المرفوع الثالث عشر فانه لعمري قد استكن واستتر حتى لا أعرف له عينا. . .