قلت:(الكل) بفتح الكاف وهو مثل الكليل، وللكل في هذه اللغة معان كثيرة منها اليتيم قال:
أكون لمال الكل قبل شبابه ... إذا كان عظم الكل غير شديد
والثقيل الروح من الناس، والذي هو عيال وثقل (وهو كل على مولاه) كما في اللسان. وفي اللسان والتاج: ورأس الكل بالفتح رئيس اليهود، نقله ابن بري عن ابن خالويه.
ج ١٥ص ٢٦: قال أبو حيان في كتاب أخلاق الوزيرين من تصنيفه: طلع ابن عباد عليّ يوماً في داره وأنا قاعد في كسر إيوان أكتب شيئاً قد كان كأدنى به، فلما أبصرته قمت قائماً فصاح بحلق مشقوق: أقعد فالوراقون أخس من أن يقوموا لنا؛ فهممت بكلام فقال لي الزعفراني الشاعر: أسكت فالرجل رقيع، فغلب عليّ الضحك واستحال الغيظ تعجباً من خفته وسخفه. . .!
وجاء بالشرح: كأده بالشيء: كلفه به.
قلت: كأدنى به، وكاد أراده بسوء والكيد المضرة كما في التاج، فأد فعل لازم ومضارع يكاد كادا، وتكاد الشيء تكلفه، وتكده الأمر وتكأده شق عليه. والدليل على أن أبا حيان قصد الكيد ما رواه ياقوت في أخباره من أقواله:
. . . وأما حديثي معه (مع ابن عباد) فأنني حين وصلت إليه قال لي: أبو من؟ قلت: أبو حيان. فقال: بلغني أنك تتأدب، فقلت: تأدب أهل الزمان، فقال: أبو حيان ينصرف أو لا ينصرف؟
قلت: إن قبله مولانا لا ينصرف. فلما سمع هذا تنمر وكأنه لم يعجبه، وأقبل على واحد إلى جانبه وقال له بالفارسية سفها على ما قيل لي. ثم قال: الزم دارنا وانسخ هذا الكتاب، فقلت: أنا سامع مطيع. ثم إني قلت لبعض الناس في الدار مسترسلا: إنما توجهت من العراق إلى هذا الباب وزاحمت منتجعي هذا الربيع لأتخلص من حرفة الشؤم فان الوِراقة لم تكن ببغداد كاسدة. فنمى إليه هذا أو بعضه أو على غير وجهه فزاد تنكراً
قلت: استقبل الصاحب من أبي حيان شيطاناً مريداً، وعالماً بحراً عبقرياً، وأديباً عجيباً جاحظا، ولئيما وخبيثاً، عيناه تقذفان بالشرر، وحرفوشاً فأبصر مشهداً مهولا روعه أيما ترويع. وإن أبا حيان لخليق جد خليق بأن يكون خير جليس للوزير العالم الأديب وخير معلم ومثقف وأنيس، ولكن (كيف الحياة مع الحيات في سفط) أني يُخالط أفعوان يتلظَّى من