السم، وعقرب لا تني تلسع، ولُقَّاعة: حاضر الجواب مقرطس، ومكهرب. وقد أبى ابن عباد أن يدفع شراً خاله وخافه بالتي هي أحسن، والتي هي أكرم فلزَّ أبا حيان ليذله - وهو الأديب الأعظم - بواقيه، وكاده بالنسخ. وما كان التوحيدي المنشئ المبدع للنسخ أو الوراقة. وإني لأقول: إذا كان الشعراء في القديم ثلاثة أعني حبيباً والوليد وأحمد فالكاتبون في القديم ثلاثة: الجاحظ والريحاني وأبو حيان. وأبو العلا أحمد أمة وحده. . .
ج١٩ ص ٢٨٧:
برّح بي أن علوم الورى ... اثنان ما إن لهما من مزيدِ
حقيقة يعجز تحصيلها ... وباطل تحصيله لا يفيدُ
وجاء في الشرح: في نفح الطيب: قسمان. يلاحظ أن في هذا البيت (الثاني) إقواء.
قلت: الروي ساكن (مزيدْ، لا يفيدْ) فلا إقواء.
والرواية في النفح: قسمان ما إن فيهما من مزيد. والشعر لابن الوقْشي القاضي الأديب والفيلسوف الأريب كما يقول (نفح الطيب).
ج٣ ص ٢٢٩:
ذريني إنما خطئي وصوبي ... علي وإنما أنفقت مالي
قلت: روى اللسان البيت راسماً ما منفصلة وقال: وان ما كذا منفصلة.
في كتاب (أدب الكتاب) للأمام الصولي وقد عنى بتصحيحه وتعليق حواشيه العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة الأثري:
يكتبون أحب (أن لا) تفعل كذا بألف ونون وتكون (لا) مقطوعة، وهو أجود. . . ومنهم من يكتب بألف ولام موصولة لأن النون تدغم في اللام إذا نطق بها. . . و (كلما) إذا أردت بها الجزاء كقولك: كلما فعلت فعلتُ كتبتها حرفاً واحداً لأنها أداة، وإذا أردت بها معنى الذي كقولك: كل ما فعلت فصواب فاقطع (كل) من (ما) وكذلك (إنما وكأنما ولكنها) إذا أردت بهن الأدوات فاجعلها حرفاً واحداً، وإذا أردت بمعنى (ما) الذي فاقطع. . . (ص٢٥٨).
ج٩ ص٦١: الحسن بن علي المصري الملقب بالقاضي المهذب:
ولما أبان البين سر صدورنا ... وأمكن فيها الأعين النجل مرماها
عددنا دموع العين لما تحدرت ... دروعا من الصبر الجميل نزعناها