والميزة التي كان يتفرد بها - برد الله مضجعه - قوة إيمانه وشجاعته، ومن مفاخره في ذلك أنه لما نشر أحد الإفرنج من ذوي الدخلة الخبيثة مقالة مس بها شأن النبي محمد عليه صلوات الله وسلامه، هب الأسد قائلا له: المبارزة! المبارزة! بالسلاح الذي تريده! غضبة بطل طار خبرها في الآفاق، وروتها الصحف والجماعات، فارتاع النذل وانهتك حجاب قلبه من الفزع، فأعلن اعتذاره واستغفاره، والأمير بهذا العمل يقف وحده في طليعة الغير على الإسلام.
وهو إلى ذلك متواضع قائم بواجباته الدينية، محافظ على لباسه الإسلامي العربي. عوض الله الإسلام منه خير عوض، واجزل له المثوبة.
محمد عارف الحسيني
إلى الأستاذ محمد عبود:
عرضت - أيها الأستاذ الفاضل - في كلمة لك نشرت بالعدد ٦٥٠ من (الرسالة) إلى الحديث الذي نقله الأمير الجليل شكيب أرسلان في كتابه الارتسامات اللطاف من كتاب (الطبقات الكبرى) لابن سعد عن الزبير، وهو (من كذب علي فليتبوأ مقعده من النار)، وإلى ما قاله وهب ابن جرير في حديثه عن الزبير (والله ما قال متعمداً)، وإن السيد رضا رحمه الله قد علق على هذه الرواية بأن الحديث متواتراً تواتراً صحيحاً بهذه الزيادة، وإن من رواها عن الزبير نفسه البخاري وغيره. وإن وهباً هذا قد تكلم فيه بعض رجال الجرح والتعديل، فقال فيه ابن حيان: إنه كان يخطئ، ثم طلبت مني - أيها الفاضل - أن أبين رأيي في هذا كله.
وإني بعد الذي كتبته رداً على الأستاذ أبي شهبة في هذا الموضوع مما قد ينفع بعضه في الإجابة عما تسألون، أذكر هنا كلمة صغيرة تكون تماماً على ما كتبنا.
إن رواية ابن سعد التي جاءت في الطبقات تتفق ورواية البخاري في نسخته المتداولة بين الناس في أن هذه الزيادة ليست فيهما. وإذا كان وهب بن جرير قد تكلم فيه بعض رجال الجرح والتعديل فانه قد ثبت في تاريخه أن أئمة كباراً قد أخذوا عنه، وأن ابن معين