للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خمارها أو نشوتها، منصرفاً عن أمر الدنيا كله لا عن الصلاة وحدها التي جعلت قرة لعين نبيهم. فهن في فلسطين، وهن في الشام، وهن في مصر والعراق وتونس والجزائر ومراكش، ولولا تلك البقعة العصية التي لا نزال نخشى بأسها على ضعفها وقلتها وفقرها - أعني الحجاز وما جاوره - لقلت لك: لقد قضينا على هذه العرب، وعلى هذا الدين الدخيل الذي سرق منا التوحيد وادّعاه لنفسه. . .

(ثم دخلت سنة ست وستين وثلاثمائة بعد الألف)

ذكر ما كان فيها من الأحداث:

فمن ذلك ما كان من اجتماع ملوك العرب وأمرائهم ووزرائهم بعد الحج من السنة التي قبلها، اجتمعوا من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرَّ قرارهم على أن يعلنوا للناس جميعاً وينذرهم بما رأوا وبما أجمعوا عليه:

الأول: أن ميثاق الأطلسي ومواثيق الدول الكبرى كلها تغرير بالضعفاء وتلاعب بعقولهم.

الثاني: أن فلسطين ستجاهد، ومن ورائها بلاد العرب والمسلمين جميعاً تظاهرها بالمال والولد.

الثالث: أن الفتك والغدر والاغتيال ليس من شيمة العرب ولا من دين المسلمين، وأن حوادث الاغتيال الشنيعة المنكرة التي اقترفها اليهود ينبغي أن تقابل بالصدق والصراحة لا بالغيلة والغدر.

الرابع: أن الأمم العربية والإسلامية تعلم أن ليس لديها اليوم من السلاح ما يكفي لقتال الأمم المعتدية التي تظاهر اليهود بالمال والسلاح، ولكنها ستقف كلها على بكرة أبيها صفاً واحداً تقاتل بما تصل إليه يدها من مقاطعة ومنابذة وكبرياء. وأنها تفعل ذلك ما استطاعت، ولكنها لن تظلم يهودياً ولا نصرانياً ولا أحداً من أهل الأديان، ولن تضطهد بريئاً ولا لاجئاً، وأنها لن تقنع بشيء بعد اليوم إلا بجلاء المعتدين والمستعمرين من بلادها، وجلاء اليهود عن أرض فلسطين، ومن شاء أن يبقى فيها من يهود، فله ما لنا وعليه ما علينا.

الخامس: أن الأمم العربية والإسلامية قد عزمت على أن تبدأ منذ هذا اليوم في انتخاب مجلس عام تمثّل فيه جميعاً، وهذا المجلس هو الذي سيضع الدستور العام للدول العربية والإسلامية، حتى إذا تمَّ وحّدت هذه الدول سياستها الداخلية والخارجية، وصارت يداً واحدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>