واحدة من هذه المسائل أهميتها في دراسة الأسماك. فهذا النوع يفرخ إذ تصل حرارة المياه التي يعيش فيها إلى درجة معينة، وذاك النوع يغشى المياه الهادئة كي يفرخ في مأمن من التيار الخ. .
وقد سبق الكلام عن أهمية دراسة القاع لمعرفة الأنواع التي تغشاه، ودراسة القاع تدخل ضمن علم الصخور وهو فرع من الجيولوجيا.
ودراسة غذاء الأسماك يتطرق بنا إلى دراسات بيولوجية أخرى. فعلينا أن نعرف نوع الغذاء، فمن اسماك تتغذى على اسماك اصغر منها، أو حيوانات صدفية أو ذات القشور أو ديدان. إلى اسماك لا تتغذى الا بالنباتات المائية.
وعلى أخصائي الأسماك أن يتعرف جميع الأنواع التي تكون ذلك الغذاء، وحياة هذه الأنواع، ومما لا شك فيه أن لنوع الغذاء أثرا واضحا في شكل الأسماك. فتلك الأنواع التي تحتاج في غذائها إلى المطاردة السريعة يتخذ جسمها الشكل المغزلي، وهو أوفق الأشكال للحركة السريعة. كما نرى في التونة والبلاميطة. وتلك الأنواع التي تجد غذائها على القاع يتطور شكلها تبعا لحياتها الهادئة، فهي مفرطحة كما نرى ذلك في سمك موسى وأشباهه.
ولا يستطيع خبير المصائد أن يقرر صلاحية بحيرة أو بركة لتربية نوع خاص من السمك قبل أن يقرر نوع الغذاء الذي يقتات منه، بل وأفضل تغذية تعجل في نموه وتكسب لحمه صفات شهية.
رغبنا في هذا المقال أن نمر سراعاً على شتى المسائل التي تتناولها بحوث مصائد الأسماك. وهي متعددة الوجوه لا يستطيع فرد واحد أن يضطلع بها، بل هي في حاجة إلى فرقة من أخصائيين ذوي ثقافة علمية قويمة تشمل علوما مختلفة منها التاريخ الطبيعي بأنواعه (علم الحيوان والنبات والجيولوجيا) وعلوم الكيمياء والطبيعة، وعلم الأرصاد الجوية ومبادئ الإحصاء.
على أننا لم نأت على آخر ما يتعين على أخصائي بحوث المصائد أن يعرفه. إذ أن هذه العلوم تتبع في تطبيقها العملي الظروف الخاصة بكل إقليم.
ولنضرب مثالا لذلك نظام الري في مصر، من ري الحياض وما إليه من تيارات وقنوات. وري الدلتا بترعه ومصارفه واتصاله بالبحيرات الشاطئية. وأثر الخزانات والقناطر، تلك