ويعرف سكان المنزلة والبرلس وأدكو تلك الظاهرة حق المعرفة. إذ تخرج آلاف البوري والطوبار إلى البحر في مواسم معينة يطلقون عليها (الخرجيات).
وقد اكتشف الأستاذ (يوهانس شميدت) اكتشافا يعد من أغرب ما وصل إليه الكشف العلمي في البحار، وهو أن ثعابينالسمك التي تعيش في الأنهار والبحيرات الأوربية تخرج إلى عرض الاقيانوس الاطلنطيقي لتفرخ قرب جزر (الأنتيل) عند منطقة تسمى بحر سارجاس.
وتهاجر ثعابين السمك الأمريكية شرقا لتلتقي بثعابين السمك الأوربية في منطقة بحر سارجاس.
فإذا انتهى موسم الأفراخ اتجهت أفراخ الثعابين الأوربية شرقا وأفراخ الثعابين الأمريكية غربا حتى يصل كل منها إلى قارته. فيدخل الأنهار في شكل أسماك مستديرة زجاجية بيضاء اللون. وهي ما تسمى بالحنكليس. وتعرف مصر هذه الظاهرة، أي خروج ثعابيننا إلى البحر وعودة آلاف الحنكليس إلى البحيرات الشاطئية ودخولها نهر النيل.
وتلك ظواهر نراها رأي العين في مصر، ولو أننا لا نزال في شك مما إذا كانت الثعابين المصرية تفرخ وسط الأطلانطيق أو في البحر الأبيض المتوسط.
لقد أوردنا تلك الأمثلة لنبين إلى أي حد وصلت مرونة تلك الأسماك في تقبلها تغير قوة الاسموز.
كما يهم الباحث معرفة الأكسجين الذائب في مياه ما، لأنه يتوقف عليه تنفس الأسماك. الا أن احتياج نوع من السمك إلى كمية من الأكسجين لا يوازي احتياج نوع آخر. فقد يموت نوع إذا هبط مقدار الأكسجين الذائب إلى ٤ جرامات في اللتر مثلا، بينما يقاوم نوع آخر حتى يبلغ الأكسجين جرام ونصف في اللتر. ثم تبدو عليه علامات الضيق حتى يموت.
ولكل هذا أثره في مواطن الأسماك، أسماك لا تعيش الا في مجاري المياه الجبلية حيث المياه جارية تذيب في تدفقها كمية كبيرة من الأكسجين. وافضل مثل على هذا سمك (الترونا) المعروف في البلاد ذات المجاري السريعة الجبلية كسويسرة واسكتلندا وكندا الخ. . وأسماك تعيش في الأودية كسمك الكارب والتانش في أوربا وجميع أسماك مياهنا العذبة.
كذلك يهم الباحث معرفة درجة حرارة المياه وحركاتها كالتيارات والمد والجزر لأن كل