وحديثاً في الوقوف على سر إعجاز القرآن فلم يبلغوا من ذلك إلا قدر ما يغرف غارف من بحر وإن ظن ظان أنه قد بلغ. وليس إعجاز القرآن الناس هو كلُّ دلالة القرآن على أنه من عند الله.
ليت من يقوم بالقرآن وللقرآن يحفظه ويفحصه، ويجلو برهانه للناس من جديد. ليت المسلمين لم يشغلوا عن القرآن بكلام البشر، ولم يحاولوا أن يتأولوا حين يجدونه غير نازل على أهوائهم وعلى ما يظنونه المناسب للعصر الحديث. ليت في علماء الإسلام جماعات تلقوا صنوف العلم الطبيعي وتمكنوا من علوم القرآن ليجلوا للإنسانية القرآن على النمط العلمي الذي هو من نمط النظر القرآني وفيه للإنسانية في هذا العصر العلمي مقنع.
ليت المسلمين ينتبهون إلى هذا فيتداركوا ما فاتهم، ويعدوا للدعوة إلى الله والى القرآن عدتها. فالإنسانية في حاجة إلى دين الفطرة، وما المسلمون بأقل حاجة من الإنسانية إلى تبصير بالإسلام.