حين تمت آدابه وتردى ... برداء من الشباب جديد
وسقاه ماء الشبيبة فاهتز ... اهتزاز الغصن الندي الأملود
وسمت نحوه العيون وما كان ... عليه لزائد من مزيد
ما درى نعشه ولا حاملوه ... ما على النعش من عفاف وجود!
في (الأغاني): لما قال أبن مناذر:
ولئن كنت لم أمت من جوى الحزن ... عليه لأبلغن مجهودي
لأقيمن مأتماً كنجوم الليل ... زهراً يلطمن حر الخدود
موجعات يبكين للكبد الحري ... عليه وللفؤاد العميد!
قالت أم عبد المجيد: والله لأبرن قسمه، فأقامت مع أخوات عبد المجيد وجواريه مأتماً عليه، وقامت تصيح عليه: (واي ويه! واي ويه!) فيقال: إنها أول من فعل ذلك وقاله في الإسلام.
ج١٥ص١٨٥:
فاسلم على الدهر شديد القوى ... ذا مرة ما شد كف بنان
قلت: (ما شد كفاً بنان) في التاج: قال شيخنا هي (الكف) مؤنثة وتذكيرها غلط غير معروف وإن جوزه بعض تأويلا، وقال بعض: هي لغة قليلة. فالصواب أنه لا يعرف، وما ورد حملوه على التأويل، ولم يتعرض المصنف (صاحب القاموس) لذلك قصوراً أو بناء على شهرته أو على أن الأعضاء المزدوجة كلها مؤنثة. وفي اللسان: الكف: اليد أنثى، وفي التهذيب: والعرب تقول: هذه كف واحدة. وفيه: البنان الأصابع وقيل: أطرافها واحدتها بنانة. وفي الصحاح: ويقال: بنان مخضب لأن كل جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء فإنه يوحد ويذكر.
ج١٠ص٨٦: قال (أبو القاسم الحسين بن علي المعروف بالوزير المغربي):
لي كلما أبتسم النهار تعلة ... بمحدّث ما شاء قلبي شأنه
فإذا الدجى وافى وأقبل جنحه ... فهناك يدري الهم أين مكانه
وجاء في شرح (ما شاء قلبي شأنه): يريد أن حاله لا تتخطى ما أشاء.
قلت: (بمحدث ما شأن قلبي شأنه) بتخفيف شأنه ضرورة.
الوزير المغربي هذا هو الذي بعث إليه أبو العلاء برسالة (المنيح) وأولها (إن كان للآداب