وأنا أخشى هذه الثقة على قضية فلسطين، كما أخشاها على جميع قضايا البلاد العربية.
ليس للسياسة البريطانية ضمير. وليس للعالم الغربي شرف.
هذه هي العقيدة التي أعتقد أن من واجب كل كاتب وكل سياسي في هذه الشرق العربي أن يمكن لها في ضمير الأمة العربية بل في ضمير الشرق الذي ما نكب في تاريخه كله بمثل ما نكبته الثقة في الضمير البريطاني، وفي الشرف الغربي!
ولن ينال الشرق العربي - أو الشرق عامة - شيئاً من حقه، ولن يعرف الطريق الصحيح والوسائل المجدية لنيل هذا الحق، قبل أن ييئس اليأس الكامل من هذا الضمير البريطاني، ومن هذا الشرف الغربي. وقبل أن يعتمد على نفسه اعتماداً كاملاً في الصراع مع ذلك الوحش الأوربي - والأمريكي أيضاً - ذلك الوحش الناعم الملمس، واللبد على بعد ملليمتر من هذا الأديم الرقيق!
وإذا كان الشرق العربي لا يزال مبتلي إلى اليوم بجماعة من الساسة المخدوعين في حقيقة هذا الضمير الغربي عامة، فإن من واجب حملة القلم أن يكون لهم شأن غير شأن الساسة، وإلا كانوا غير جديرين بالهبة الإلهية اللدنية التي منحتها إياهم السماء.