أخبرني بعض الأفاضل بمدينة إربل في سنة (٦٢٥) قال: كنت ببغداد في سنة (٦٢٠) بالمدرسة النظامية فقعدت يوماً على بابها إلى جانب أبي الدر (ياقوت بن عبد الله الرومي الملقب مهذب الدين) ونحن نتذاكر الأدب إذ جاء شيخ ضعيف القوى والحال يتوكأ على عصا فجلس قريباً منا، فقال لي أبو الدر: أتعرف هذا؛ فقلت: لا، فقال: هذا مملوك حيص بيص الذي يقول فيه:
تشربشْ أو تقمص أو تقبّا ... فلن تزداد عندي قط حبا
تملك بعض حبك كل قلبي ... فإن ترد الزيادة هات قلبا
فجعلت أنظر إليه، وأفكر فيما كان عليه، وما آل حاله إليه. قلت:(تشربش) لبس ثوباً ذا شرابيش. في التاج: الشربش كجعفر: هدب الثوب جمعه شرابيش.
في (المعرب) للجوا ليقي: القباء قال بعضهم هو فارسي معرب، وقيل: هو عربي، واشتقاقه من القبو وهو الجمع والضم. وفي التاج: قال القاضي المعافى: هو (القباء) من ملابس الأعاجم في الأغلب، ومن قال إنه عربي فأما لما فيه من الاجتماع، وإما لجمعه وضمه إياه عند لبسه ج أقبية، وقبّى الثوب: جعل منه قباء وتقبّاه لبسه.
في الفائق: كعب رحمه الله تعالى: أول من لبس القباء سليمان ابن داود (عليهما السلام) فكان إذا أدخل رأسه الثياب كنصت الشياطين أي حركت أنوفها استهزاء به، يقال: كنص فلان في وجه صاحبه.