عليها. واقترح إنشاء نظام حكومي في أيرلندة يرتبط تمام الارتباط بالحكومة المركزية في لندن.
وهذه المحاولات العديدة التي قام بها من الناحية السياسية لم تكن كافية لإقناع القوم بشخصيته كسياسي بارع. فلم يصبح عضواً في البرلمان ولم تكن له القوة يوماً ما لإدارة دفة الإنتخاب، ولكن عند وفاته نرى البرلمان يعلن الحداد عليه رسمياً مدة ليست بالقصيرة، مما يدل على تأثرهم بنظرياته وآرائه التي كان لها شأن عظيم في التأثير على أفكار القوم، ووضعها في الصورة التي يريدها.
وفي الحقيقة كان أرنولد حر الفكر يجاهد في سبيل إعطاء سائر الأمم المستعمرة حريتها وخاصة أيرلندة. ولكن هذه الحرية لا تعني انفصال هذه المستعمرات انفصالاً تاماً عن الحكومة المركزية؛ بل تظل تهتدي بهداها وتستن سننها.
كتبه ومؤلفاته:
إن من الصعب علينا في هذا المقال القصير أن نحاول تحليل جميع الكتب التي ألفها أرنولد من أدب وشعر وفلسفة ودين. ولكني أكتفي بتحليل بعض مؤلفاته تحليلاً موجزاً يظهر لنا نبوغه وعبقريته الأدبيتين. وهذه المؤلفات هي: -
١ - أمبر وكليس على جبل أتنا
ظهر هذا الكتاب سنة ١٨٥٢ يحوي بعضاً من خير القصائد التي كتبها المؤلف فقابله الجمهور بفتور شديد مما كان يدعو إلى يأس أرنولد وقنوطه لولا التشجيع الذي قابله به الشاعر روبرت براونينج المشهور. ويشتمل هذا الكتاب على قصائد عدة أهمها (أشعار الذكرى) التي قالها في رثاء الشاعر الكبير وليم وردزورث. ومطلع قصيدته كما يلي: