ولقد عرفنا الدكتور فيشر عن كثب يوم كان كاتب هذه السطور في عداد موظفي المجمع، فإذا هو رجل ذرًّف على السبعين ضربه الشلل في فكه الأسفل، إذا تكلم فلا يكاد يبين.
ولقد كان الدكتور فيشر أظهر الأعضاء المستشرقين، حين مهد لوضع معجم لغوي تاريخي يبدي تحولات الألفاظ العربية خلال القرون.
ولقد نذكر أن كثيراً من اللغويين شجبوا عمل هذا المستشرق الكبير وسمعنا المرحوم الشيخ أحمد الإسكندري يقول عنه إنه عمل لا يتم، وقال غيره متهكما إنه (مشروع نازي)! بيد أن كل أولئك لا يذهب بجلال هذا العمل، ولو أنه تم لكان مفخرة لمصر ولمجمعها. ولا نريد أن يصرف غياب الدكتور فيشر المجمع عن إكمال عمل يستحق الكمال.
٣ - ديوان ابن الرومي:
أصدرت وزارة المعارف قراراً بتأليف لجنة لجمع ديوان ابن الرومي ونشره مصححاً. وهذه اللجنة مؤلفة من الأساتذة: كامل كيلاني، ومحمد شوقي أمين، ومحمد جبر، ومحمود لطفي.
والأدبيان الأولان غنيان عن التعريف، وأما الآخران، فقد غلب عليهما التواضع العلمي فلا يكادان يظهران للجمهور في كتاب أو مقال. ولعل هذه هي الساعة الأولى للتعريف بفضلهما ونشر أدبهما بين الخاصة والجمهور.
وأول ما قرأنا ديوان ابن الرومي إنما طالعنا النسخة التي نشرها صديقنا الأديب الكبير الأستاذ كامل كيلاني، أذاعها على الناس أيام الشباب والفراغ، يوم انصرف هو للأدب، وانصرف غيره لملاذ الحياة وأطايبها. فإذا اقتنص له الكاشحون بعض المآخذ فحسبه أنه كان أول المتصدين لعمل لا يقدم عليه سوى المغامرين الشجعان.
(الرمل)
منصور جاب الله
لجنة النشر الفلسفية:
تكونت هيئة من بعض خريجي قسم الفلسفة بجامعة فؤاد الأول قوامها الأساتذة: أنور فريد،