للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

النسب المضاعفة، ومضمونه أن عناصر كيمياوية معينة تتحد ببعضها البعض لتؤلف مركبات كيمياوية مختلفة في أوزان ذرية مضاعفة.

وقد كان جون دالتون مدرساً بائساً في مدرسة صغيرة بإنجلترا ولكنه وضع أسس النظرية الذرية، حين قال إن قانون النسب الثابت لبروفست يمكن أن يفسر بأن العناصر مؤلفة من ذرات ثابتة. كما بين أن ذرة عنصر يمكن أن تتحد بذرات عناصر أخرى في حالات مختلفة. وعلى هذين الأساسين تقوم الكيمياء الحديثة

وكانت لفظة الذرة تستخدم بطريقة غير محدودة، حتى قام اماديو افوجادروا العالم الإيطالي في عام ١٨١١، ففرق بين الذرة والجزئ.

والمعروف الآن أن الماء يتكون من ذرتي ايدروجين وذرة اكسوجين؛ ولكن العلماء كانوا يقولون ذرة ماء وذرة ايدروجين برغم الاختلاف بينهما، وان الذرة جزء من كل. فلما جاء افوجادرو فرق بين المعنيين وجعل الذرة وحدة العنصر. والجزئ وحدة المركب، أي أن الجزئ يتكون من عدة ذرات تختلف باختلاف المادة

ووضع فوجادرو مبدأ آخر، وهو أن المواد الغازية تتألف من جزيئات لا من ذرات. فجزئ الايدروجين مثلاً يتكون من ذرتي ايدروجين، ومثله جزئ الاكسوجين من ذرتي اكسوجين وان الذرة لا توجد مفردة

والمفكرون أيضاً

وكما ساهم رواد الكيمياء والطبيعة في التفرقة بين الذرة والجزئ، ساهم المفكرون من أمثال بيكون وديكارت في تعليل بعض الظواهر الغريبة وأهمها الحرارة فسموا الوحدات الحرارية (بالسعر) وقالوا أنها تحرك دقائق المادة. فلما كانت سنة ١٧٢٨ تقدم دانيل بارنويلي بنظريته القائلة بأن دقائق المواد الغازية في ذبذبة وحركة مستمرة. وان ارتفاع درجة الحرارة معناه زيادة في ذبذبة الدقائق. وافترض بأن الضغط الذي ينشأ على جدران وعاء ليس في الواقع سوى احتكاك تلك الدقائق ببعضها البعض.

وقد فسرت هذه النظرية خواص الغازات بطريقة طريفة مقبولة منازلنا نعتنقها حتى الآن، ونسير على هديها في أبحاثنا، وإن كنا قد فسرناها على ضوء الأبحاث والتسميات الجديدة، فوضحت لنا لماذا تتمدد الغازات بالتسخين وتحتاج إلى حيز أكبر لما ينتابها من شدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>