للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الذبذبة، وحاجة حركتها إلى فراغ أكبر. وهي التي تعلل سبب اندفاع الغاز بقوة أكبر إن سخناه في حيز محدود.

ولم يفهم العلماء آراء نويلي لأنها كانت سابقة لأوانها فتجاهلوها، ولكن الأيام مرت، وأوشك قرن كامل أن ينقضي على دعوته، حين ظهر العالم الإنجليزي جيمس برسكوت جول وكان من تلاميذ دلتون، فأحيا نظرية نويلي. وفسرها بأن النشاط الميكانيكي يمكن أن يحول إلى حرارة تتناسب مع مقدار الجهد. ويمكنك أن تلحظ هذه الظواهر في حياتك العملية، فعندما تحس البرد تفرك يديك إحداهما في الأخرى لتسخنا. وإن نشرت قطعة خشب ترتفع حرارة المنشار تبعاً لسرعة حركته.

مواد لا وجود لها في الحياة

ومن المكتشفات الذرية قائمة العناصر التي وضعها الكيمياوي الروسي ديمتري إيفانوفتش ماندليف في عام ١٨٦٩ فقد أثبت أنه إذا رتبت العناصر الكيمياوية ترتيباً تصاعدياً تبعاً لوزنها الذري فإن العناصر تتشابه كل عدد معين. فإذا بدأت باللثيم مثلاً وعددت ثمان مواد فانك ستجد الصوديوم ثم عد ثمانية عناصر أخرى فتجد البوتاسيوم. فهذه العناصر الثلاثة تشترك في كثير من الخواص وكلها معان بيضاء تتفاعل مع الماء بشيء من العنف.

وعلى أساس الأوزان الذرية، وضع مندليف قائمة بأسماء المواد. وكان من الجرأة والثقة بعلمه وبنظريته حتى ترك بعض الأماكن بيضاء لأنها تنقص معادن غير معروفة. ولكنه تنبأ بخواصها تبعاً لنظريته. فلما مرت السنوات واكتشفت بعض هذه العناصر الناقصة كانت خواصها مطابقة للخواص التي تنبأ بها مندليف. وتتألف هذه القائمة الآن من ٩٢ عنصراً ما زال اثنان منها مجهولين.

ولعلك تتساءل عن حجم الجزئ أو الذرة. وهو سؤال يصعب تصوره، ولكن البوصة المكعبة من الهواء تتألف من ٨٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠. ٠٠٠ جزئ. والذرة أصغر من الجزئ لأنها جزء منه. فإن أردت لها قياساً، فتصور أنك لو رصصت ذرات حول الجدران الخارجية لأدق نقطة تراها فإن عدد هذه الذرات يبلغ خمسة ملايين ذرة.

وقد تنكر وجود هذه الدقائق التي لم يرها إنسان، ولكن العلماء يرونها ضرورية لتفسير بعض الظواهر الغريبة التي تطرأ على المادة، كما يجدونها معقولة من الناحية المنطقية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>