(إن كان مخلوقاً كما يزعم خصمك) هي (إن كان غير مخلوقكما يزعم خصمك) لأن (القدم) قول خصمه و (الخلق) قول الصاحب ومن تمذهب بمذهبه. وفيه يقول أبو محمد الخازن في إحدى قصائده:
أرى الأقاليم قد ألقت مقالدها ... إليه مستبقات أي إلقاء
فنساس سبقتها منه بأربعة ... أمر ونهي وتثبيت وإمضاء
كذاك (توحيده) ألوى بأربعة ... كفر وجبر وتشبيه وإرجاء
(والمعتزلة - كما في رشح المواقف - لقبوا أنفسهم بأصحاب العدل والتوحيد وذلك لقولهم بوجوب الأصلح ونفي الصفات القديمة يعني أنهم قالوا: يجب على الله ما هو الأصلح لعباده ويجب أيضاً ثواب المطيع فهو لا يخل بما هو واجب عليه أصلاً، وجعلوا هذا عدلاً، وقالوا أيضاً بنفي الصفات الحقيقية القديمة القائمة بذاته تعالى احترازاً عن إثبات قدماء متعددة وجعلوا هذا توحيداً).
في (الفرق بين الفرق): (وكلهم (أي فرق المعتزلة) يزعمون أن كلام الله عز وجل حادث، وأكثرهم يسمون كلامه مخلوقاً).
في (مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين): (قالت المعتزلة والخوارج وأكثر الزيدية والمرجئة وكثير من الرافضة إن القرآن كلام الله سبحانه وإنه مخلوق الله لم يكن ثم كان. . . وحكى عن ابن الماجشون أن نصف القرآن مخلوق، ونصفه غير مخلوق، وحكى محمد بن شجاع أن فرقة قالت: إن القرآن هو الخالق، وإن فرقة قالت هو بعضه، وأن فرقة قالت: إن الله بعض القرآن وذهب إلى أنه مسمى فيه، فلما كان اسم الله في القرآن، والاسم هو المسمى كان الله في القرآن).
قلت: روى ياقوت في معجم البلدان عن كتاب لمسعر بن مهلهل في ذكر ما شاهده في بلاد الترك والصين والهند أن (تعرف يالبغراج لهم أسبلة بغير لحى يعملون بالسلاح عملاً حسناً فرساناً ورجالة، ولهم ملك عظيم الشأن يذكر أنه علوي وأنه من ولد يحيى بن زيد، وعنده مصحف مذهب، على ظهره أبيات شعر رثى بها زيد، وهم يعبدون ذلك المصحف.
والزمخشري يقول في ديباجة الكشاف: (الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاماً مؤلفاً منظماً، ونزله بحسب المصالح منجماً وجعله بالتحميد مفتتحاً وبالاستعادة مختماً، وأوحاه على