قسمين متشابهين ومحكماً، وفصله سوراً آيات، وميز بينهن بفصول وغايات. وما هي إلا صفات مبتدأ مبتدع، وسمات منشأ مخترع. فسبحان من استأثر بالأولية والقدم، ووسم كل شيء سواه بالحدوث عن العدم).
قال السيد الجرجاني في حاشيته: (يروى أنه وقع في أم النسخ (نسخ الكشاف) خلق مكان أنزل ثم غيره المصنف لأن كون القرآن حادثاً أمر شنيع عند الخصم فأراد أن يكتمه أولا ثم أن يظهره بعد سوق مقدمات مسلمة عنده، ومستلزمة للحدوث في نفس الأمر، فإن ذلك أقوى في استدراجه إلى التسليم من حيث لا يشعر به).
وشاعرنا البحتري كان قوله في القرآن يدور مع الدول. . . قال الإمام المرزباني في كتابه (الموشح):
أخبرني محمد بن يحيى قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله الكجي قال: قلت للبحتري: ويحك! أتقول في قصيدتك التي مدحت بها أبا سميد (أأفاق صب هوى فأفيقا):
يرمون خالقهم بأقبح فعلهم ... ويحرقون كلامه المخلوقا
أصرت قدرياً معتزلياً؟ فقال لي: كان هذا ديني في أيام الواثق، ثم نزعت عنه في أيام المتوكل. فقلت له: يا أبا عبادة، هذا دين سوء يدور مع الدول. . .
قلت: في تعريفات الجرجاني: القدرية هم الذين يزعمون أن كل عبد خالق لفعله ولا يرون الكفر والمعاصي بتقدير الله.
وفي (شرح المقاصد): اتفقت المعتزلة ومن تابعهم من أهل الزيغ على أن العباد موجدون لأفعالهم مخترعون لها بقدرهم، واجترأ المتأخر ون فسموا العبد خالقاً على الحقيقة.
ج١٩ص٣٩: وقال ابن شرف القيرواني في وصف وادي عذراء بمدينة برجة من أعمال المُريَّة.
رياض غلائلها سندس ... توشت معاطفها بالزهر
مدامعها فوق خط الربا ... لها نظرة فتنت من نظر
وكل مكان بها جنة ... وكل طريق إليها سفر
وجاء في شرح (سفره وأسفره أضاء، فلعله يريد أن الطريق إليها مشرق، فإن هذا مناسب للشطر قبله وللمدح.