للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فلما كان يوم الفتح نادى النبي صلى الله عليه وسلم بأمان من يترك القتال من قريش، واستثنى منهم هذا العدد فحكم بإهراق دمائهم، وأمر المسلمين بقتلهم لهذه التبعات التي أخذت عليهم، وكانوا بها من مجرمي الحرب الذين يؤاخذون على إجرامهم بعد أسرهم.

فأما عبد الله بن خطل فإنه ركب في ذلك اليوم فرسه، ولبس درعه وأخذ بيده قناة، وصار يقسم لا يدخلها محمد عنوة، فلما رأى خيل المسلمين خاف وذهب إلى الكعبة وتعلق بأستارها، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم عند طوافه وهو بهذه الحالة فقال: اقتلوه، فإن الكعبة لا تعيذ عاصياً، ولا تمنع من إقامة حد واجب. فقتله أبو برزة الأسلمي.

وأما فرتني وقريبة قينتا ابن خطل فإن أولاهما وهي فرتني أسلمت فلم تقتل، ولم تسلم قريبة فقتلت.

وأما هبّار بن الأسود فإنه هرب واختفى، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بذنبه وأسلم فعفا عنه.

وأما الحويرث بن نقيبد فإنه دخل بيته وأغلق عليه بابه، فقصده علي بن أبى طالب فقيل له: هو في البادية. فتنحى علي عن بابه، فخرج يريد أن يهرب من بيت إلى آخر، فتلقاه علي فضرب عنقه.

وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله الليثي وهو رجل من قومه.

وأما وحشيّ بن حرب فإنه هرب إلى الطائف، ولما خرج وفد الطائف ليسلموا ضاقت عليه المذاهب، فخرج حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، فعفا عنه ثم قال له: أقعد فحدثني كيف قتلت حمزة؟ فحدثه بذلك إلى أن فرغ منه، فقال له: ويحك غيّب وجهك عني. فكان يتنكبه حيث كان لئلا يراه حتى قبضه الله.

وأما هند بنت عتبة فإنها اختفت في بيت زوجها أبي سفيان، ثم أسلمت واتت النبي صلى الله عليه وسلم بالأبطح فقالت: الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره، لتمسني رحمتك يا محمد، إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة به. ثم كشفت نقابها فقالت: أنا هند بنت عتبة. فقال لها: مرحباً بك، وعفا عنها.

وأما عبد الله بن أبي سرح فإنه لجأ إلى عثمان بن عفان، وكان أخا له من الرضاع، فقال: يا أخي استأمن لي رسول الله صلى الله علية وسلم قبل أن يضرب عنقي. فغيبه عثمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>