وإذا قبلنا الانتداب اللغوي العوامري في هذا الوقت، فلن نقبل (انتداب) غيره ولا (حمايته) ولا (وصايته) ولا (مشاركته) ولا شيئاً من هذه (المترادفات) الممقوتات الملعونات اللواتي أطرفتنا إياها بعد الحربين - عجّل الله بالثالثة! - تلكم (الديمقراطيات) ذوات الختل والمين، و (أنا أعرف الأرنب وأذنيها).
ج٨ص٢١٦: صاحب مخرقة وزرق.
وجاء في الشرح: المخرقة مصدر خرق، والمراد الحمق بالتمويه والكذب. الزرق: المعمى.
قلت: المخرقة: مصدر مخرق، وقد أوردها اللسان والتاج في هذا الفعل لا في الفعل خرق. قال اللسان الممخرق المموه، وهي المخرقة مأخوذة من مخاريق الصبيان. وقال التاج: المخرقة إظهار الخرق توصلاً إلى حيلة وقد مخرق. والممخرق المموه وهو مستعار من مخاريق الصبيان، هنا أورده صاحب اللسان، وهو على شرط المصنف. . . فبالأحرى أن تذكر المخرقة هنا، وأما الجوهري، فإنه أورده في (خرق) وحكم على أنها مولدة، والميم عنده زائدة.
قلت: أوردها الصحاح بعد قوله: (والمخراق المنديل يلف ليضرب به، عربي صحيح. . . وأما المخرقة فكلمة مولدة)، فكأن الجوهري يشير إلى أن اللفظة مأخوذة من المخراق - كما قال غيره - ولا يدل إيراده إياها في (خرق) على أخذها من هذا الفعل، وأن ميمها زائدة. وفي شفاء الغليل: قال ابن جني في سر الصناعة في وزن مفعل وقالوا: مرحبك الله ومسهلك، وقالوا مخرق الرجل وضعها ابن كيسان. . . وأصل اشتقاقها من المخراق، وهو منديل يلعب به. وجاءت اللفظة في المقامات الحريرية في المقامة الأربعين التبريزية:(فقال أبو زيد: إنها ومرسل الرياح، لأكذب من سجاح. فقالت: بل هو من طوّق الحمامة، وجنّح النعامة، لأكذب من أبي ثمانة، حين مخرق باليمامة).
وأما (الزرق)، فهذا ما وجدته فيه. في اللسان والتاج: ورجل زراق خداع، وفي شفاء الغليل: أكذب من زراق، وهو الذي يقعد على الطريق، فيحتال وينظر في النجوم، وزرقت أي موهت عليه، قاله أبو بكر الخوارزمي في أمثاله، ولم يذكر كونه مولداً، لكنه مذكور في اللغة الساسانية، وهو يدل على أنه مولد. وفيه: بنو ساسان قوم من العيارين والشطار، لهم