للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمعزى يرى أن الهول والفزع ينسيان أذكر الناس وأذكاهم، فنرى في غفرانه صاحبه ابن القارح يسأل الخليل بن أحمد في الجنة عن أبيات ينسبها الرواة إليه فيقول الخليل:

(لا أذكر شيئاً من ذلك، ويجوز أن يكون ما قيل حقاً) فيقول ابن القارح: (أنسيت يا أبا عبد الرحمن وأنت أذكى العرب في عصرك؟) فيقول الخليل: ((إن عبور الصراط ينفض الخلد مما استودع).

ونرى أبا العلاء يتخيل صاحبه ابن القارح وهو يسأل (تميم ابن أُبَيَ) عن معنى كلمة المرانة التي وردت في قوله:

(يا دار سلمى خلاءً لا أُكلِّفها ... إلا المرَانةَ حتى تسأم الدّنيا)

فيقول تميم: (ما أردت بالمرانة فقد قيل إنك أردت اسم امرأة وقيل هي اسم أمة، وقيل العادة) فيقول تميم: (والله ما دخلت من باب الفردوس ومعي كلمة من الشعر أو الرجز. وذلك أنني حوسبت حساباً شديداً، وقيل لي كنت فيمن قاتل (علي بن أبي طالب) وانبرى إلى النجاشي الحارثي، فلما أفلتُّ من اللهب حتى سَفعتني سفعات. وإن حفظك لمبُقِّى عليك. كأنك لم تشهد أهوال الحساب الخ.

١٥ - هول الموت

أما هول الموت فينسي كل شيء ويذهل الشجاع عن كل شيء. قال المعري:

والموت ينسي كَمِيَّ الحرب صارمه ... ودرْعهُ وفتاة الحي مِجْولَها

وقال:

وأظنني أن لست أذكر بعده ... ما كان من يُسر ومن إملاق

١٦ - نشوة الخمر

وقد رأينا - فيما سبق - كيف رأى في الخمر مذهلاً له عن كُرْبتهِ، منسياً لغربته، فتمنى أن تصبح حلالا لتذهله عن همومه وأحزانه، فلا يفوتنا أن نذكر قوله في لزومياته:

(أيأتي نبي يجعل الخمر طِلْقة ... فتحمل ثِقلا من همومي وأحزاني

وهيهات لو حلت لما كنت شارباً ... مخففة في الحكم كِفَّة ميزاني)

١٧ - شعر آدم

<<  <  ج:
ص:  >  >>