من هذه النظم أو من مذاهب الفلسفة التي تعتمد عليها، فصدر باللغة الأردية مؤلف قيم لهذا الكاتب القدير - وهو السيد محمد علي مترجم القرآن إلى اللغة الإنجليزية، ثم نقله حديثا إلى اللغة الإنجليزية فوصل إلينا عن طريق العراق منذ أسبوع.
قرر السيد محمد علي في الصفحات الأولى من كتابه أن خلاص النوع الإنساني لا يتأتى ولا يعقل أن يكون بغير عقيدة روحية عاطفية صالحة لتوحيد الناس في نظام واحد، يتكفل بحاجات الضمائر والأجساد، وان تقسيم الأرزاق بالأسهم والدوانق والسحاتيت قد ينشئ بين الناس - إذا تيسر - شركة من شركات التجارة وتوزيع الأرباح، ولكنه لا يخلق في الإنسان تلك العواطف النبيلة التي تسمو به على مطالب الجسد، وتكبح فيه نوازع الأثرة العمياء وهو مغتبط قرير الفؤاد.
قال: ولم تفلح عقائد الغرب في إحياء هذه العاطفة الروحية، لأن أوربة قد انحرفت بالمسيحية عن سوائها، ولأن المسيحية تعني بخلاص روح الإنسان في حياته الأخروية ولا تعرض عليه حلا من الحلول التي تقبل التطبيق في الحياة الدنيا بين وحدة عالمية من جميع العناصر والأقوام، ولو كانت مسيحية الغرب علاجا لمشكلات الإنسان في العصر الحاضر لعالجت تلك المادية الماركسية التي طغت على الروسيا الحديثة واقتلعتها من أحضان الدين والإيمان بالله.
أما الشيوعية فيقول السيد محمد علي عنها أنها شر من نظام راس المال، لان شرور هذا النظام تتفاقم كلما قل أصحاب رؤوس الأموال، ومن خطط الشيوعية أنها تحصر رؤوس الأموال في يد واحدة هي يد الدولة، وهي نهاية شر على الإنسان من حصر رؤوس الأموال في يد فرد واحد أو جملة أفراد، لان الدولة تصول بالقوة التي لا تقاوم ولا يملكها الأغنياء بالغا ما بلغ نصيبهم من الثراء. وقصارى الأمر إذا اجتمعت الأموال في أيدي الحكومة أن يصبح الحكام عصبة مستغلة تحل مع الزمن محل الشركات والمصارف الكبرى، وتصول على الماس بقوة لا تملكها تلك المنشات.
لكن الإسلام وسط بين نظام راس المال ونظام الشيوعية، ينفي المساوئ عن النظامين معا، ويأخذ بالمحاسن منهما بالقدر الصالح للجماعات.
فهو يكره للمسلم أن يكنز الذهب والفضة قناطير مقنطرة، ويحرم علية الربا الذي يتيح