للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لأصحاب رؤوس الأموال أن يستغلوا جهود العاملين بغير جهد مفيد، ثم هو يأمر بالزكاة ويسمح بالملك، ويطلق السبيل للمنافسة المشروعة، فلا يقتل في النفوس دواعي السعي والتحصيل.

وقواعده الخلقية صالحة لإنشاء الوحدة العالمية، لأنه يسوى بين الأجناس، ولا يرى للأبيض على الأسود فضلا على الأسود بغير التقوى، ويعترف للأفراد بالمساواة والحرية، ويجعل الحاكم (إماما) يقتدى به ولا يجعله ربا متصرفا بمشيئته في عباد الله.

ومن هنا يتقرر المستقبل في العالم الحديث لمبادئ الإسلام، لأنه يقود العالم كله إلى الخلاص بعد فشل راس المال، وفشل الشيوعية وقصور العقائد الروحية الأخرى عن تدارك أحوال المعاش وتدبير الحلول للجماعات الإنسانية في مشكلات الاجتماع والاقتصاد وما يتفرع عليها من مشكلات الأخلاق والآداب.

والإسلام يحول بين الإنسان وبين الاستغراق في شؤون المعاش ومطالب الأجساد، لأنه يناديه إلى حضرة الله العلي الأعلى خمس مرات في الليل والنهار، فلا تطغى عليه النزعات المادية وهو يتردد بين عالم الروح وعالم الجسد من الصباح الباكر إلى أن يضمه النوم بين جناحيه.

وقد دبر الإسلام مشكلة البيت، كما دبر مشكلة السوق والسياسة، لأنه فرض للمرأة حق الاكتساب ولم يجعلها سلعة تباع وتشترى لإشباع الشهوات، وربما دبرت لها حكومات الغرب صناعات للرزق وأجورا في حالات البطالة، ولكنها لا تدبر لها (البيت) الذي هو الزم لها من القوت والكساء.

ومما يؤكد السيد محمد علي أن الإسلام يزكى وحدة الزوجة ويفضل هذا الزواج على كل زواج، إلا ان الشرائع لا توضع لحالة واحدة، والدنيا كما نراها عرضة لطوارئ الشذوذ والاختلال، ومن هذه الطوارئ ما ينقص الذكور عدة ملايين ويزيد الإناث بمقدار هذا النقص في عدد الذكور، فضلا عن الزيادة التي تشاهد في عدد النساء من كل أمة على وجه التقريب في غير أوقات الحروب. وان تعدد الزوجات في أمثال هذه الأحوال الخير من البغاء المكشوف، فقد قبلت المرأة الأوربية مشاركة الخليلات المعترف بهن وقبلت مشاركتهن في الخفاء، وأصبحت هذه المشاركة نظاما اجتماعيا مقررا لا معنى بعد قبوله

<<  <  ج:
ص:  >  >>