فقاطعني والدي قائلا: وما الذي تفهمه بالنمو العمودي لا الأفقي؟
تلعثمت بالجواب واحمر وجهي خجلا، وقلت: لا ادري!
فقال: عيب عليك أن تتلفظ باصطلاحات وأنت تجهل معناها أأنت ببغاء؟ فالتطور العمودي هي ناطحات السحاب التي تراها اليوم في بعض مناطق الدولة اليهودية المجاورة، والتي أقامها أصحابها لضيق الرقعة، وكثرة السكان. . . أما التطور الأفقي فهو التوسع على حساب الأراضي العربية، وهذا غير ممكن، لأنه يؤدي إلى وقوع حرب بين الدولتين، لن يسمح بها مجلس الأمن الدولي!
وإذ هم والدي بطرح أسئلة مضنية أخرى، طرق باب الدار، وكان الطارق السيد عبد الحليم الملاح صاحب جريدة (الكوكب) وكان من عادته أن يسهر ووالدي ويتبادل وإياه أطراف الأحاديث. فرحب به والدي كعادته، وأجلسه على الأريكة إلى جانبه، وكان مدار حديثهما أخبار الحدود، فروى السيد الملاح خبر اكتشاف قوة الحدود العربية نفقا نقبه اليهود تحت الحدود، كانوا يهربون منه البضائع المصنوعة في تل أبيب، وان مصلحة الجمارك اليهودية القائمة بالقرب من مرج بني عامر أو (ايمك) صادرت سلعا عربية غير مجمركة، وان عربيا حاول الانتقال من يافا إلى تل أبيب بلا جواز سفر، فاعتقل وظل طيلة يومه في استجواب مستمر، ولم يفرج عنه إلا بعد أن اثبت للمسئولين انه يجهل وجود دولة يهودية مجاورة، وما إلى ذلك من أخبار الحدود المتعاقبة يوميا!