للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغة لجأ إليها الناس تحاشيا من الالتباس بين (مئة) و (منه) وذلك حين لم يكن للشكل والأعاجم وجود. قال ابن قتيبة (و (مائة) زادوا فيها ألفا ليفصلوا بينها وبين (منه) إلا ترى انك تقول: (أخذت مائة) و (أخذت منه)؟ فلو لم تكن الألف لالتبس على قارئ).

أما ألان فنحن نستعمل الشكل والإعجام ولم يبق ما يدعو إلى الالتباس في القراءة بين الكلمتين المذكورتين أنفا أو غيرهما أو لم يبق ما يدعونا إلى أن نكتب (مائة) بزيادة الألف.

وبديهي انه إذا زالت العلة زال المعلول.

ولست أسوق كلمتي هذه عبثا، فإن كثيرا ممن يحسنون قراءة اللغة العربية يغلطون في هذه الكلمة فإذا رأوا (مائة) لفظوها (مائة) حسابين أن الألف اصلية، وربما توهم السامع فظنها (ماءة) أي ماء، وهنا نكون تجاه التباس أخر ناشئ من غلط فظيع حتى أن جماعة من مذيعي الإذاعات العربية يقعون في هذه الغلطة ولا شك في أن ملايين من المستمعين يتعلمون ذلك واذكر أني كنت يوما مع أستاذ جليل في بيته نستمع إلى المذياع فوقع المذيع في هذه الغلطة؛ فتأوه الأستاذ وقال: (لقد فسدت لغتنا فإنا لله وأنا إليه راجعون)

وأخيرا: اقترح على كل من يكتب باللغة العربية أن يكتب (مئة) ويلفظ (مئة) جاريا على القول الذي قدمناه: (وإذا زالت العلة زال المعلول).

(بغداد)

صبحي البصام

من خماسيات الأميري:

من الذين يزورون القاهرة في هذا الشتاء الأستاذ عمر بهاء الأميري، وهو من شعراء حلب المجيدين، ومحاميها النابهين. وقد اعتاد أن يجالس الأستاذ كامل كيلاني رجلا استثقله في فندق (الكونتنتال) فمر به ذات ليلة فوجد في مجلسه ثقيلا فجرى لسانه بهذه الأبيات يقابل فيها بين ظرف صديقه وسماجة جليسه:

شتان بين مهفهف ... غض الحواشي، كالفراشة

يصغي إليك، ووجهه ... زانته أضواء البشاشة

وغليظ أوداج، إذا ... لاطفته، أبدى انكماشه

<<  <  ج:
ص:  >  >>